تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
مع ما شهدنا على مسار تشكيل الحكومة من تطورات سياسية تعطيلية متلاحقة خلال خمسة أشهر ونيف، يمكن أن نتلمس أمورا عدة، ومنها أن الواقع السياسي المأزوم في لبنان بات - وإلى حد بعيد - قريبا من الطقس المتطرف، ويتماهى مع الأحوال الجوية غير العادية، حتى أننا نتساءل أحيانا، هل ثمة احتباس حراري يواجه الحكومات أو الدول؟ وهل هناك صلة بين برودة الطقس والحرارة المرتفعة وبين قرارات المسؤولين؟
لا نطرح هذا التساؤل من باب السخرية، فلنتمعن قليلا بما جاد المسؤولون علينا بمواقف متطرفة طوال الفترة الماضية، فسنجد أن "الطقس السياسي" متقلب دائما، وثمة حاجة للتنبوء في استقراء التطورات الراهنة والمستجدة إلى مرصد ينبئنا بما ينتظرنا من كدر وغم، فعلى الأقل نعلم كيف نواجه، فنبتعد عن جهاز التلفاز أو نلغي مؤقتا الـ "واتس آب" والـ "فيسبوك" ونضع هواتفنا الذكية في وضعية "الغباء" فلا تتلقى إلا الاتصالات الطارئة.
نقول ذلك، لأن "الطقس السياسي" في لبنان أشد خطرا من التغيرات الجوية المفاجئة، فعلى سبيل المثال، تسببت حبات البرد بحجم بيض الدجاج بإلحاق الضرر بالسيارات وهشمت الزجاج، أما البرد الناجم عن موقف سياسي فيقتل، وقد تترتب عليه نتائج تستهدف استقرار البلد وأمنه وأمانه، والأمطار والسيول تأخذ في طريقها بضع سيارات، أما السيول الطائفية فتجرف معها وطنا بأمه وأبيه، ولا نستغرب أن يكون لبنان اليوم متهالكا مثل شجرة تشلعت أغصانها، وقد تكون آيلة إلى اليباس في ما لو ضربتها صاعقة سياسية غير متوقعة.
بتنا بحاجة إلى مرصد للأحوال السياسية، يلتقط الإشارات من معراب والرابية وعين التينة واهدن و"بيت الوسط" للوقوف على ما ينتظرنا من تطورات سياسية، خصوصا إذا كانت الأمور تنحو نحو المزيد من التعقيد، فعلى الأقل يتحسب الناس لما هو أسوأ، إما بالهجرة لمن هو قادر، وإما باتخاذ احتياطات من باب الابتعاد عن كل ما يضير وينكد حياتنا وأيامنا.
كل الخوف نراه ماثلا اليوم في أن نشهد طقسا سياسيا عاصفا، مترافقا مع رياح وأعاصير، وأن تكون ثمة منخفضات جوية قادمة من إيران والسعودية وتركيا وسوريا وأوروبا والخليج... والله أعلم!