تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أخطأ النائب وليد جنبلاط في انتقاد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو تسرع حين أشار إلى أن ثمة دورا لإيران في عرقلة تشكيل الحكومة، ويبدو، بالاستناد إلى جملة أمور، أن جنبلاط دنا من "الإلهي" المعصوم والمحظور نقده، علما أن ثمة ما هو "إلهي" سعوديا أيضا، وعندما يحكم البشر بشريعة الإله يصبح الصمت سبيلا وحيدا متاحا ليحمي الإنسان حضوره وكرامته، أما إذا أوغل الإلهي في مقاربة السياسة فمن يجرؤ على التعبير عن أفكاره؟ وبأي منطقق يحاجج مسلمات فوق النقد؟
قد يظن البعض أننا بصدد الرد على ما قاله بالأمس الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله ، إلا أن المسألة أبعد، فالسيد نصرالله قدم مقاربات كثيرة نوافقه على الكثير منها، خصوصا ما يتعلق بمكانة المقاومة ودورها وتضحياتها، وما كرسته في سيرورة نضالها مع ما نشهد اليوم من توازن رعب مع عدو هزم أنظمة مجتمعة، وهزمته سواعد المقاتلين من "حزب الله" وقبله من سائر القوى التي شقت طريق المقاومة، وأيضا في ما يتعلق بأنظمة عربية لم تراعِ حرمة الدم المراق على مدى عقود، ولم تحترم شعبا تحت نير الاحتلال، وشرعت أبوابها لمسؤولين إسرائيليين بالمجان.
ما نود الإشارة إليه، أبعد من ذلك بكثير، ولا بد من تقديم مقاربة لما آلت إليه الأوضاع في لبنان، مع تجذر الطوائف في بنية الدولة، خصوصا وأن ما نشهده اليوم هو نتاج نظام اختزلته وصادرته الطوائف، أي أن "الإلهي" طغى على الإنساني، ويمكن أن نتفهم الإلهي في المملكة العربية السعودية وفي إيران أيضا، حيث ثمة مكون طائفي واحد يمثل الأكثرية، أما في لبنان فالأمور معقدة إلى درجة أن معضلة أو "دعسة ناقصة" في السياسة، قد تكون قابلة لتفجر حربا أهلية، فضلا عن أن المشكلة لا تقتصر على الصراع السني – الشيعي، فثمة مكونات أخرى لديها ما هو إلهي أيضا.
هنا، نعم أخطأ وليد جنبلاط، فهو الأدرى بالواقع السياسي في لبنان، وانتقاد إيران يعني تلقائيا انتقاد شريحة واسعة من مكونات المجتمع اللبناني، كما هو الحال تماما عند انتقاد السعودية وحتى تركيا!