تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
نعلم أن لا حكومة، لا الآن ولا في المدى القريب، ونعلم أيضا أن التعايش مع هذا الواقع قائم بالضرورة، ولا نملك كمواطنين إلا الدعاء والصلاة، وأن نسأل الله أن يهدي المسؤولين إلى ما فيه خير لبنان، مع حكومة تمثل حدا أدنى من أحلام تراجعت إلى حدود تأمين الكهرباء والمياه وبعض الخدمات الأساسية، وما شهدنا طوال خمسة أشهر – قابلة للزيادة – مع استمرار التعثر والتعطيل، كان كفيلا بطغيان التشاؤم مع انعدام الأمل وتلاشي الأمنيات.
كنا نتوقع أن تشكل الحكومة سريعا، وأن تبادر إلى العمل وفق مقتضيات وأولويات تولي اهتماما بأمورنا الحياتية، وأهمها الكهرباء، خصوصا وأننا ولجنا منذ ثمانية عشر عاما الألفية الثالثة، وبات من المعيب أن يعاني اللبنانيون فقدان مرفق حيوي وتحمل العتم ولعنة المولدات الخاصة، ما يستحضر تساؤلات كثيرة نعلم أن ليس ثمة من هو بقادر على تقديم إجابات واضحة حيالها تبدد هواجسنا كمواطنين مغلوب على أمرنا.
لا يمكن معالجة أزمة الكهرباء بسحر ساحر، لكن على الأقل كنا ننتظر بوادر انفراج منذ أكثر من أربع سنوات، لا أن نعود إلى الظلام، مع ما أعلنته مؤسسة كهرباء لبنان في بيان، انها اضطرت إلى توقيف مجموعتي إنتاج في كل من معملي الذوق والجية، إضافة إلى تخفيض حمولة مجموعتين أخريين في معمل الجية، وبالتالي إلى تخفيض انتاجها حوالى 320 ميغاوات بسبب النقص في مادة الفيول اويل، وعزت السبب إلى "مشكلة تتعلق بكيفية التزود بالمحروقات بعد نفاذ المساهمة المخفضة المعطاة إلى المؤسسة بفعل ارتفاع أسعار النفط منذ بداية العام 2018، الأمر الذي نبهت إليه المؤسسة مراراً وتكراراً من مطلع العام الحالي".
وقالت المؤسسة في بيانها أمس انها ستضطر خلال الأيام المقبلة إلى إطفاء مجموعات الإنتاج تباعاً في كافة المعامل بما فيها الباخرتين التركيتين، وبالتالي تخفيض الإنتاج تدريجياً، في انتظار إيجاد حل لمسألة التزود بالمحروقات، علماً ان هناك باخرتي فيول ترسوان قبالة الشاطئ اللبناني منذ 26 تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي تنتظران حل هذا الإشكال لتفريغ حمولتهما.
كنا ننتظر ولادة الحكومة فحل العتم واستبدّ الظلام، وما نعيشه اليوم يدنو من أن يكون فضيحة مدوية، حتى أننا متأكدون بعد خمسة أشهر انصرمت أن لبنان العاجز، وغير القادر على تشكيل حكومة لا يمكن أن يكون بقادر على حل مشكلة الكهرباء، وهذا ما ينسحب أيضا على سائر معاناتنا، ومن بينها التلوث الذي يحاصرنا من أقاصي الجبال إلى تخوم البحر.