تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا حكومة قريبا، وهذا ما اعتدنا عليه طوال خمسة أشهر ونيف، والإنسان غالبا ما يتآلف مع ما هو محكوم به، لكن هل سنتمكن من تحمل كل معاناتنا وهي إلى حد ما نتاج واقع سياسي متعثر؟
لا حكومة فالأمر سيان، والأمور تُدار بتصريف الأعمال، لكن في حدود أننا نعيش بعضا من استقرار نتآلف مع معاناتنا الثابتة، غير أننا موعودون بفترة من العتم بسبب تأخر فتح إعتماد الصرف للفيول، وهذا يعني المزيد من عبء مادي لصالح أصحاب المولدات مع عودة التقنين، فيما كنا موعودين بكهرباء 24/24، وهذا يعني أننا سنكون "كهربائيا" في دائرة الانتظار، كما هو حالنا مع حكومة لم تبصر النور إلى الآن، ولن تبصر النور في غد قريب أيضا، وسنظل نتابع مآل صرف الاعتمادات ليصل الفيول وتعود الكهرباء إلى سابق عهدها، أي بتقنين أقل.
نتفهم أن مشكلة الكهرباء متوارثة من حكومات سابقة، لكن في ما نحن عليه الآن، يضيق هامش النقد، ولنعطِ مثالا، إذا انتقدنا في الزراعة والمال فنحن نتقصد حركة "أمل" ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إذا انتقدنا في الصناعة فثمة استهداف لـ "حزب الله" وسلاح المقاومة، والتربية "الحزب التقدمي الاشتراكي" والنائب السابق وليد جنبلاط، والداخلية الرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل"، والأشغال "تيار المردة"، والخارجية والطاقة "التيار الوطني الحر" وهكذا دواليك.
هذه الإشارة ضرورية لنطل على واقع الكهرباء دون اعتبارات ومواقف مسبقة من أي فريق، ونعلم أن وزارة الطاقة ورثت سنوات طويلة من الفساد والفوضى، لكن إذا ما أخذنا في الاعتبار واقع هذا القطاع، فسنجد أن ثمة جهودا بذلت، غير أنها دون ما كنا نأمل، خصوصا في أن يتحول هذا القطاع من عبء على الخزينة إلى قطاع منتج، وهذا أقل الإيمان.
أما بخصوص الفيول وعدم صرف الاعتمادات، فثمة ما يذكرنا بسنوات الحرب، يوم كنا رغم الدمار والموت ننتظر وصول باخرة ولا تأتي، وإن كانت ثمة آليات لا تتحمل تبعاتها وزارة الطاقة وحدها، فالمشكلة أكبر.
سننتظر وصول الفيول على أحر من الجمر، وكل التمني ألا نتذكر سنوات الحرب العجاف، يوم كنا نصدم ونحبط بأن بواخر الفيول تأخرت، حتى صرنا نردد: ما تقول "فيول" تيصير بالمكيول!