تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا نعرف عنه الكثير، باستثناء أنه "زعيم" سياسي فذ وجهبذ، سابق عصره بسنوات ضوئية، لا بل هو داهية ذو حنكة قل نظيرها، والحنكة من حنك، والحنك يطق أحيانا أو دائما، محنك في الطق والطقطقة وبحنكة لا يشق له فيها غبار، مصاب بإسهال تصريحاتي وبياناتي يومي، ويعاني تلبكا "تويتريا" يحفز القدرة على القيء، دون حبة Primreran واحدة، فهو في هذا المجال "طبيب" لا يحبذ الدواء المصنع، وبما يتحفا في صولات وجولات يؤكد أن لكل داء تصريح، ولكل علة "تغريدة".
هو القاعدة والجماهير والهيئات الحزبية وهو أيضا الرئيس، حزب في رجل، مدرسة في السياسة يستعطي تحويلها إلى جامعة، مؤثرا تعليم الانبطاح والتزلف برؤية أكاديمية رصينة، عصامي حتى الانسحاق أمام زعيم يتوسل "غبرة" رضاه، يغمز من قناته على أنه أمل لبنان وصانع معجزات يرشح زيت قداسته كلما لاح في الأفق عدو غاشم وغشيم، أو استبدت أزمة أو حلت مصيبة، أما حزبه فمنصة لا أكثر ولا أقل: علم وخبر، هيئة تأسيسية وهمية لزوم الترخيص والاستمرار، شعار (لوغو) واسم استقلالي، تحرري، ثورجي، تغييري، إصلاحي، استشرافي وما إلى ذلك من "عدة الشغل".
إلى هذا الدرك انحدر العمل السياسي في لبنان، فمن لا عمل له يبادر إلى فتح "دكانة سياسية" أو "سوبر ماركت" حسب الإمكانيات والقدرة على استجداء مساعدات لتكريس حرية في أخذ القرارات الكبيرة، بعد الموافقة طبعا! ولا نعمم، فثمة أحزاب طامحة للتغيير وتكسرت على صخرة الطوائف المستأثرة بالمشهد الحزبي في لبنان، وقُطعت عنها كل مصادر الأوكسيجين، ولأنها تحترم حضورها انسحبت من المشهد السياسي دون ضجة معترفة ضمنا بالعجز وعدم القدرة على مقارعة وحوش الطوائف وغيلانها.
أما ما نتحدث عنهم، هم أحزاب تنمو كالفطر، تشجعها الدولة وتجيز لها ممارسة السياسة عن قناعة وبتشجيع منقطع النظير، فهل ثمة من يسدي خدمة لسلطة طوائفية أكثر من أحزاب يوهمنا وجودها أننا في بلد الحريات؟ وهل ما هو أفضل من أحزاب تبقي مجال المقارنة حاضرا مع أحزاب "دسمة" فيما هي بلا دسم ولا رائحة ولا لون.
أحزاب الـ One Man Show كارثة يتبدى من خلال تكاثرها خواء الساحة السياسية، وهي كثيرة وتتكاثر كورم خبيث، ومعها نفقد ما بقي أمل بالتغيير، ونتيقن بالشهادة والدليل أننا محكومون بالعجز، خصوصا ساعة يصبح الحزب قائد الأوركسترا والعازفين والمنشدين معا!