تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أقامت الرابطة السريانية في مقرها ندوة ثقافية حول كتاب "تراب الغربة" للاعلامية ليا عادل معماري والذي أنتجته قناة تيلي لوميار ونورسات والذي يتضمن شهادات حية موثقة من تيلي لوميار بالصوت والصورة عن التهجير والعودة والمعاناة التي أصابت بلدات العراق وخاصة نينوى والموصل والحضور المهدد للوجود المسيحي في الشرق.
وخلال اللقاء كرم رئيس الرابطة السريانية الأستاذ الملفونوحبيب افرام الاعلامية ليا معماري على جهودها الفاعلة كناشطة وكرائدة في حقوق الانسان والمسيحيين المنتهكين الحقوق في الشرق، من قبل رئيس الرابطة السريانية الملفونو حبيب أفرام بحضور كل من: السفير اللبناني في كوبا سابقا روبير نعوم، العميد توفيق نعيم يزبك وزوجته كلوفيس بويز، مسؤول العلاقات العامة والاعلام في المعهد الفني الأنطوني_الدكوانة شربل بسطوري، ممثلة المركز الانطاكي الأرثوذكسي للاعلام نانسي نجار، مستشار المركز الثقافي السرياني الدكتور ايليا برصوم وعقيلته، د. علي الحسيني، الدكتور لويس عطوي، المحامي أفرام حلبي، مسؤول الشباب الأشوري، نينوس عودة
رئيسة جمعية المرأة السريانية الصحافية أرليت خوري، مسؤول شبيبة القامشلي رامي الصايغ وفعاليات ثقافية.
بعد استقبال الاعلامية ليا معماري، القت الصحافية جوسلين مراد كلمة ترحيبية بالمحتفى بها منوهة بكتاب تراب الغربة.
ومن ثم القى الملفونو حبيب أفرام كلمة تناولت قضية الشرق الموجعة والبقاء المسيحي فيه وتطرق الى خطف مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي قائلا:" أننا شعب لنا دور ولنا رسالة، وما يجري في المنطقة أمر نرفضه جميعا لأنه غريب عن قيمنا ومجتمعاتنا وحضارتنا".
وتوجه الى الاعلامية ليا عادل معماري واصفا اياها بجوهرة الاعلام المسيحي ومنوها بكتاب تراب الغربة الذي ينقل حقيقة ما جرى ويجري في العراق.
أما الاعلامية ليا معماري فقالت في كلمتها:"
١٤٠٠سنة إضّطهادٌ ومقايضةٌ، ١٤٠٠ سنة غفرانٌ، ١٤٠٠ سنة حلٌّ وترحالٌ" ماذا بعد؟ لا أجوبةَ تلوحُ في الأفقِِ طالما داعشُ انتهى ، لكنَّ الدولةَ الخلافيةُ لم تنتهِ".
بداية : ألتهجيرُ هو تهجيرٌ والعودةُ يجب أن تتحققَ وإن كانتْ عودةٌ اجباريةٌ ، إنطلاقاً من الهاجسِ الدّائرِِ بأن تعودَ الحياةُ الى تلكَ القرى ، لا سيما بعد أن توقّفتِ المنظماتُ عن تقديمِ برامجِِ الإغاثةِ في المخيماتِ وخصّصتها للقرى المدمرةِ ولمساعدةِ الأهالي الّذين قرّروا العودة. وبالتالي نقولُ:" هل هناك أمانٌ او ضماناتٌ؟ الجواب لا. هل هناك مخاوفٌ،الجوابْ نعم. لأن وجودَ المسيحيين في تلكَ القرى هو وجودُ واقعٍ بين الحكوماتِ المتنازعِ عليها ،كما أنَّ هذه القرى ليس لديها القدرةَ في أنْ تتحمّلَ الصراعاتَ العسكريةَ، لانَّ هذه الأخيرةُ تؤدّي إلى إنهاءِ الوجودَ المسيحي في القرى المتنازَعِِ عليها.
أضِفْ الى ذلك، أنَّ الذين هاجروا الى لبنانَ والاردنَّ وتركيا يعانون أيضاً من أوضاعٍ صعبةٍ ، وتبقى العودةُ هي الحل . كلُّ شيءٍ في قرى" القوش، تللسقف، برطلة، قره قوش، كرمليس.- الموصل ...." شهدَ على قيامةِ المخلص، بِدءاً من إعادةِ الإعمار، فتحُ المحالَّ التجارية، عودةُ الحياةِ الإجتماعية بين الأهالي، إزالةِ العبارات المسيئةَ لكرامةِ الإنسانِ وللكنيسة، إعادةُ زرعِِ المحاصيلِ الزراعية وفتحُ المدارس. نعم أنَّها قيامةٌ مطعّمةٌ بجرحٍ كبيرٍ، ولكنَّها تحقَّقت بعد سنواتٍ من التهجيرِ القاسي.، لا سيما أنَّه "لم يكنْ من السهلِ على المهجَّرين العراقيين تقبُّل حقيقةَ أنّهم نازحون.
أما عُصارةُ الألمِ الموجودةُ في مضامين كتابِ" تراب الغربة" فتبرزُ جليّةً من شهادات الحياةِ التي روتْ قصصَ أهالي قرى نينوى والموصل و الّتي رصدتْها تيلي لوميار بالصّوتِ والصّورةِ ، رغمِ مشقّاتِ الطرقات وخطورةِ الوضع، رصدتْها لأنّها أرادت أن تدافعَ عن قضيةِ الوجود المسيحي الذي بات مهدّداً في هذه المنطقة التي تعيشُ الغليانَ الارهابي والتدميرَ الدامي، رصدتْها لتقول:" إنَّ مهنةَ الإعلامِ هي رسالةٌ أكثرُممّا هي مهنةٌ"، رصدتْها لتبعثَ منها رسالةً الى ذلك العالمِ القابعِ في غيبوته ومصالحه علّهُ يستفيقَ قبل فواتِ الأوان. ومن هنا ، أعدَّتْ تيلي لوميار ونورسات عدّتَها الإعلامية في فصحِ العام 2018 لتقومَ بهمّتها في هذه القرى والبلدات، إسوةً بمهمّاتِها الإعلامية الّتي تقومُ بها في سوريا وسائرِ المنطقةِ، لتشهدَ على فجرِالقيامةِ الجديدِ ،ولتؤكّدَ أن خشبةَ الصليبِ الّتي رأى فيها الآخرون عاراً وشكّاً هي بالنسبةِ للمسيحيين خشبةَ خلاصٍ وفداءٍ.
وأضافت، أنَّ الأهالي قد أُصيبوا باحباطٍ كبيرٍ لحظةَ مشاهدةِ منازلهِم مدمرةً مُصابةً بالخلعِ والتكسيرِ والعبثِ بكلِّ ذكرياتِه، .لكنَّهم واجهوا الألمَ بالرجاءِ رغمَ الجُرحِ الكبيرِِ وأعادوا بناءَ منازلهِم كما يُريدون. وأمِلوا عِبر تيلي لوميار أن يُصارَ الى تغييرٍ في نظامِ الحكم، وأنْ تتحقّقَ حقوقُ المواطنِ وأنْ يستتبَّ الأمنَ، لأنَّ إذا ما تفاقمتِ الأمورُ ولم تُصلَّح سيغادرَ المسيحيون مجدّداً. نعم ها هي رسالةُ تيلي لوميار الّتي تسعى الى أنسنةِ الانسانِ والوقوفُ الى جانبِ كلِّ محتاجٍ وفقيرٍ أيّاً كانْ، لأنَّ الدّينَ لا يُفرّقُ، بلْ يجمعُ بين الأخِِ وأخيه الانسان."
أما السفير روبير نعوم فقد أشار الى أنه رغم الارادة الصلبة للعودة ، ورغم عدم توفر المقومات وتأمين مستلزمات العيش، فان المطلوب هو تكريس التعايش المشترك للسلام عوضا عن طبول الحروب.
ومن ثم، جرى عرض شهادات حياة لأخوتنا العراقيين الذين تهجروا الى لبنان والصعوبات التي يعانون منها.
وفي الختام، احتفلت الاعلامية معماري بتوقيع كتابها وجرى تبادل للصور التذكارية