تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزمه الإدلاء بتفاصيل حول اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي ، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لـ "حزب العدالة والتنمية" يوم غد الثلاثاء، تكون ثمة فترة زمنية حاسمة، تقاس بالساعات القليلة المتبقية، وسط حالة من الترقب والانتظار يعيشها العالم بعد أن تصدرت هذه الجريمة وطغت على ما عداها من أحداث، خصوصا وأن الرواية السعودية حول قضية خاشقجي لم تقدم إجابات مقنعة بل استجلبت المزيد من الأسئلة، حتى أن ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف الرواية السعودية بأنها "تستهين بذكاء الأتراك."
فما الذي سيقول أردوغان غدا؟
بداية، أراد أردوغان منصة لعرض تفاصيل حول الجريمة، فاختار اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه (العدالة والتنمية)، كأنه يريد إيصال رسالة داخلية مفادها أنه رجل المواقف الصعبة، وأن قضية خاشقجي خارج التوظيف السياسي، ليرد على المشككين في أن تركيا جنحت نحو تسوية مع الأميركيين والسعوديين، وليؤكد أن الجريمة فوق أي اعتبار سياسي، وهذا صحيح في حدود معينة، لكن ليس ثمة ما هو مطلق، فما سيعرضه أردوغان من تفاصيل مثبتة بدعائم وقرائن خلصت إليها التحقيقات، سيشكل منعطفا جديدا لهذه القضية، وبالتأكيد ستكون تركيا حاضرة في ما تقتضيه الظروف من موقع أنها معنية بحكم أن الجريمة وقعت على أرضها.
وما سيقوله أردوغان، لن يتعدى تثبيت ما تم تسريبه من قبل أجهزة الاستخبارات ودوائر رسمية على صلة بالتحقيق، ما يدحض كل ما ساقته السعودية من أن الجريمة حصلت دون علم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لكن بالتأكيد يحتفظ أردوغان بجديد سيعلنه غدا، وهو الأهم، وهو المنتظر في غضون الساعات القليلة المقبلة، بعد أن اتفق مع نظيره الأميركي دونالد ترامب على ضرورة الكشف عن ملابسات الجريمة.
وفيما تتواصل ردود الفعل الدولية المشككة في الرواية السعودية حول مقتل خاشقجي، كان لافتا للانتباه ما قالته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن برلين لن تصدر السلاح إلى الرياض بسبب قضية الصحفي السعودي.
ما سيقوله أردوغان غدا، سيحدث زلزالا مدويا، وسيقود حكما إلى ما ينبىء من الآن بأن مصير الأمير محمد بن سلمان على المحك، وأن لا حل قابل للحياة طالما بقي في السلطة، وسيكون على المملكة الإعداد لخلف له بحد أدنى من الضرر، وثمة أسماء جاهزة ليكون ثمة انتقال سلس للسلطة، أو أن الأمور ستنحو في اتجاه أكثر تعقيدا.