تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
عاد الحديث عن الفول والمكيول بعد أن أطاحت التطورات الحكومية الأخيرة بكل مأمول، ليتأكد بما لا يقبل الشك أن ثمة من لا يريد أن تتشكل الحكومة، من؟ ولماذا؟ وكيف؟ فذلك يتطلب قراءة أبعد من الساحة المحلية، وسط اختلال موازين القوى إقليميا، وانشغال العالم باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، ولما لا؟ فالفرصة متاحة لإحداث توازنات جديدة داخليا، فالمملكة السعودية خارج السمع الآن، وهي محاصرة دوليا إلى حد وقف الدعم الأوروبي لحربها على اليمن، والآتي قد يكون مشرعا على مفاجآت أكبر ومن العيار الثقيل.
إذن، نحن أمام متغير جديد، ويتوهم من يظن للحظة أن السباق على وزارة العدل قد عطل التأليف، أو أن تمثيل سُنّة 8 آذار بات عقبة عصية على الحل، وما هو حاصل اليوم يختصر على أنه تعطيل بأدوات داخلية على إيقاع المستجد الإقليمي، وهذا ما سيتأكد في القادم من أيام، إلا إذا استجدت صحوة تعيد الأمور إلى نصابها بعيدا من مغامرة الزج بلبنان في أتون حروب المنطقة والعالم.
أما حكاية أن الفول خارج المكيول، وفق ما أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، فتؤكد أن ما استجد أخذ في طريقه الحكومة، خصوصا وأن الرئيس بري نفسه كان قد أعلن قبل نحو يومين أن الفول موجود والمكيول موجود موحيا أن التأليف بات وشيكا وعلى نار حامية، فما الذي استجد؟
لنقل الأمور بصراحة، ثمة من يريد مواجهة حروب المنطقة بحكومة "ممانعة"، وهذا ما أسقط - حتى الآن على الأقل - حكومة الوحدة الوطنية بشروطها الدنيا، ولن تجدي الاتصالات السياسية والمشاورات والاجتماعات المعلنة وغير المعلنة في إعادة دفع الأمور باتجاه الحلحلة، وسنعود إلى المراوحة والانتظار.
وتبقى عقدة وزارة العدل شماعة تعلق عليها مواقف التعطيل، وما أعلنه الرئيس المكلف سعد الحريري أمام الصحفيين أمس من أن "كله بينحل"، ينتظر ترجمة عملانية لا تمنٍّ، وحيال ذلك، ثمة الآن حراك سياسي أكبر من تشكيل الحكومة ولا يتقصد تشكيلها قبل أن تتبلور معالم التوازنات بين فرقاء الأزمة، خصوصا وأن الأمور تخطت ما هو متعلق بوزارة سيادية، وإنما بسيادة لبنان، وتثبيت مبدأ النأي النفس.
وإذا ما استمر التعطيل ولم تشكل الحكومة خلال الأسبوع المقبل، فسنكون أمام مرحلة أكثر تعقيدا، وقد تفضي إلى اعتذار الرئيس الحريري، لندخل في دوامة جديدة من الانتظار تكليفا ومشاورات!