تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
دخلت قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي منعطفا جديدا، قطع الطريق على التسوية كما تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحملها لـ "عناصر مارقة"، وما استجد مع ساعات الصباح الأولى جاء من ترامب نفسه في تطور خطير، حين أكد عندما سئل عن العواقب، فتعهد بأنها ستكون "شديدة للغاية"، وأردف "يجب أن يكون الأمر قاسيا جدا"، مؤكد أن "خاشقجي مات... وهذا يحزنني".
يبدو أن وسائل الضغط الأميركية مترافقة مع توحد الحزبين الجمهوري والديموقراطي للمرة الأولى منذ تسلم ترامب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة حول إدانة الجريمة، يضاف إلى ذلك ما خلص إليه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم أمس الخميس عقب جولته في السعودي وتركيا ولقائه كبار المسؤولين، ووضعه أمام الرئيس الأميركي، ساهمت جميعها في بلورة الكثير من الأمور، أهمها أن التسوية ستطاول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولن يكون هناك "كبش فداء" قيل إنه مسؤول في جهاز المخابرات السعودية ومن المقربين من بن سلمان.
وفي السياق، كان لبومبيو دور في كشف معطيات جديدة، وهو يمثل موقعا يحظى باحترام وثقة الأميركيين، خصوصا وأنه تولى مسؤلية المخابرات الأميركية (السي آي إيه)، وثمة معلومات تشير إلى أن بومبيو استمع إلى معلومات من مسؤولين أتراك تقاطعت مع ما توصلت إليه المخابرات الأميركية، وما بات مؤكدا لدى الأميركيين هو أن جريمة بهذا الحجم، وبتخطيط دقيق تطلب قدوم خمسة عشر شخصا من المملكة من مواقع واختصاصات مختلفة، ما كانت لتتم دون موافقة وإيعاز وطلب من ولي العهد.
وسبق موقف ترامب إعلان كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا تعليق زياراتها السياسية للسعودية، على خلفية اختفاء خاشقجي حتى الحصول على توضيحات حول مقتله، وهذا ما يضيق الخناق على المملكة، فضلا عن أنه بدأت حملة مقاطعة استهدفت المؤتمر الاقتصادي "دافوس في الصحراء" الذي تستضيفه السعودية الأسبوع المقبل، حيث قرر مسؤولون حكوميون ورؤساء شركات عالمية ومؤسسات إعلامية مقاطعة المؤتمر الذي يرعاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان .
ومع هذه التطورات، باتت الكرة الآن في ملعب السعودية، وإن كانت الأمور غامضة في الرياض حتى الآن، إلا أن تضييق الخناق على المملكة بات يتطلب تسوية أكبر مما كان يخطط له من أن خاشقجي مات أثناء التحقيق في القنصلية، فالمسؤولية تطاول الآن ولي العهد، وإزاء ذلك تتحدث أوساط سياسية رفيعة عن تسوية داخل البيت السعودي، تقوم على إبعاد ولي العهد عن المشهد السياسي وتولي شقيقه الأمير خالد بن سلمان موقع ولي العهد، وإن كانت الأمور غير محسومة حتى الآن، ذلك أن للعائلة المالكة في السعودية دورا في مواجهة ما آلت إليه التطورات الأخيرة.