تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– قسم الشؤون المحلية
يبقى نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي مرجعا سياسيا أنَّى كان وفي أي موقع، وهالة حضوره أكبر من أن تكون متصلة بما يشغل من مهام ومسؤوليات، وهو من جيل السياسيين المخضرمين الذين إن تبوأوا موقعا زادوه وأضافوا إليه من واسع ثقافتهم وكبير تجاربهم، وهو أيضا من بين قلة من سياسيين يمثلون صمام أمان لواقع لبنان ومستقبله، خصوصا وأنه يقرأ اللحظة السياسية بعمق ويستقرىء المستقبل برؤى استشرافية.
أمدنا دولة الرئيس في حوار أجراه معه "الثائر" بجرعة أمل كبيرة، حين أعرب عن "تفاؤل كامل" بلبنان، ومؤكد أن "لبنان غده أفضل من يومه".
ليس ذلك فحسب، فقد رأى الحل أن على الجميع أن "يذهبوا إلى تفسير الطائف تفسيرا سليما"، والحل "أن ينفذ الطائف"، ووجه رسالة ذات مغزى قائلا: "كل من يعن على باله ويحاول إجهاض نتائج الانتخابات النيابية وبالتالي التآمر على العهد واسقاط العهد وإسقاط تجربة ان الرئيس يجب ان يكون الرئيس المقتدر الذي يمثل المكون الذي ينتمي اليه هو فاشل، وسيفشل، وقد انهزم هزيمة نكراء سواء ألفت الحكومة او لم تؤلف".
وفي ما يلي نص الحوار:
"الثائر": لنبدأ من آخر المستجدات والتطورات، هل تتوقعون إعلان الحكومة اليوم أو غدا؟
الفرزلي: أنا لا أدخل في إطار هذه التوقعات، ولكن هناك مؤشرات إيجابية عسى ان تصل إلى خواتيمها المرجوة.
"الثائر": تحدثتم عن أن بعض القيادات يستدرج قوى إقليمية في تشكيل الحكومة، ألا ترون أن تعثر التشكيل لنحو 5 أشهر يشكل في حد ذاته دعوة غير معلنة لتدخل هذه القوى؟
الفرزلي: لا أبدا لا يشكل أي دعوة، أولا تدخل القوى أو عدم تدخلها مرتبط بمناعة ذاتية لجهة تأثير تدخل هذه القوى أو لا، ثانيا، عادة استدراج القوى الخارجية هي عادة لبنانية تعود إلى القرنين الثامن والتاسع عشر وليست "شغلة" عادية وجديدة، ولكن ذلك يجب أن لا يبرر وأن لا يشرعن مثل هذا الأمر، ومن ثم في مسألة تأليف هذه الحكومة بالتحديد، فبعد قانون الانتخابات النيابية الجديد، وبعد إنتاج موازين قوى جديدة في المجلس، كانت واضحة التصاريح التي أُدلَي بها بعد زيارة دولة معنية، وكانت واضحة المقالات الصحفية التي كتبت في أميركا وغير أميركا حول مسألة نتائج الانتخابات ومحاولة تحويل نتائج الانتخابات والاكثرية التي تشكلت إلى هدف، إذ يحاولون ان يؤلفوا حكومة تتناقض مع الخارطة البرلمانية الجديدة، فذلك لا يؤدي إلى الاستدراج أبدا، تدخل دول في الخير لمحاولة اصلاح ذات البين لا يعني تدخلا للفرض، هذا شيء والتدخل لتشكيل عقبات أمام تشكيل الحكومة شيء آخر.
"الثائر": خلال مقابلة اجريتها منذ اسبوع قلت ان لم تتشكل الحكومة سيحدث امر غير طبيعي؟
الفرزلي: طبعا، رئيس الجمهورية لن يبقي الأزمة في كنفه سيبعث برسالة إلى المجلس النيابي يرد الازمة إلى حيث يجب ان تكون إلى بيتها الاصلي إلى مصدر السلطات إلى السلطة الاشتراعية الوحيدة التي نصت عليها المادة 16 من الدستور، وهي مجلس النواب يقول له فيها، الاستشارات الالزامية التي اجريت وجرى تكليف الرئيس الحريري، حتى تاريخه لم يؤدِّ ذلك إلى تاليف حكومة منتظرة، ولم تتألف فورا بعد إجراء الانتخابات النيابية ولكن لسوء الحظ لم تتشكل، هناك إمكانيات لأن تترك سلبيات خطيرة على البلد، وأرجو ان يبنى على الشيي مقتضاه في المجلس النيابي.
"الثائر": هل هذه الاجواء هي التي ضغطت لتشكيل الحكومة؟
الفرزلي: كان لها دور أساسي جدا.
"الثائر": كيف يمكن وقف السجال بين "القوات اللبنانية" و" التيار الوطني الحر " وعدم استحضار لغة الماضي واسقاطها على الواقع السياسي الراهن؟
الفرزلي: لغة الماضي لغة ممجوجة، لغة سقطت لغة ليس لها قيمة ولا "سوق" في البلد، وبرأيي مصلحة الطرفين ان تقف هذه الصراعات، واعتقد انا ستقف، وقد صدر بالامس كلام عن الوزير جبران باسيل تحدث فيه عن ضرورة ان تقف، في النهاية هذه صراعات سياسية مبررة وتحدث، ولكن غير المبرر فيها هو حدة التعبير التي تستعمل.
"الثائر": لا ترون ان آليات اتفاق الطائف ما عادت تصلح اليوم لتكون ناظمة للحياة السياسية؟
الفرزلي: لا شك أن آليات اتفاق الطائف غير موفقة حتى تاريخه، وهذا ما دفعنا إلى القول مرارا وتكرارا ونحن الذين نتمسك باتفاق الطائف، نقول لهم "شرفوا طبقوا اتفاق الطائف... نفذوه" والشيي الذي يحيط به الغموض فليفسر تفسيرا نهائيا، هناك تلكؤ من قبل البعض للقيام بهذه المهمة لأنهم يعتقدون انه كما نفذ الطائف ونفذ فقط بمادة واحدة وهي اخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وتوقفوا عن تنفيذ اي مادة اخرى، فقط اعتبروا ان هذا الاستيلاء على صلاحيات رئاسة الجمهورية دون ان تقنن بقناة الشرعية الدستورية، هو الامر الذين يكتفون به، لذلك حتى تاريخه لم يستطع الطائف ان يشكل مرجعية لحل المشاكل بين اللبنانيين.
"الثائر": ما الحل؟
الفرزلي: الحل أن يذهبوا إلى تفسير الطائف تفسيرا سليما، الحل أن ينفذ الطائف؟
"الثائر": ومن هي الجهة المولجة معالجة هذا الأمر؟
الفرزلي: مجلس النواب.
"الثائر": هل يمكن للبنان ان يتطور في ظل نظام طائفي قائم على التحاصص في السياسة؟
الفرزلي: ان واقع الطائفية في لبنان هو واقع لا يمكن الخروج منه، هذا واقع له علاقة بتكوين البلد وتكوين الناس منذ حمورابي حتى اليوم في كل هذه المنطقة لن نستطع ان مرحلة قد مرت في تاريخنا دون طوائف ودون طائفية، هذا أمر جزء من تكوين المنطقة قبل الاسلام وبعد الاسلام وقبل المسيحية وبعد المسيحية، لذلك كما قال شبل دموس اثناء كتابة الدستور 26: "فلنعترف ان هناك طوائف، يجب ان لا ندير ظهرنا لانه اذا ادرنا ظهرنا نسقط بعلة الطائفية ويتقسم البلد، فلنذهب إلى الاعتراف بالامور اعترافا سليما والتعاطي معها بصورة دقيقة، واكبر دليل لذلك الحكم البعثي في سوريا العلماني والحكم البعثي المدعى به علمانيا في العراق، انظر إلى ما آلت اليه الأمور؟
"الثائر": وماذا عن ترؤسكم اليوم جلسة عامة في المجلس النيابي؟ وبوجه عام هل سيكون المجلس ضامنا وخط أمان في مواجهة التحديات الراهنة؟
الفرزلي: يجب أن يكون، وهو خط الأمان الأول والأخير.
"الثائر": وماذا عن جلسة اليوم؟
الفرزلي: في جلسة اليوم سنقوم بانتخابات لجان فقط، وسوف تنتهي بسرعة لأن اللجان سبق وألفت وانتخبت منذ 4 أشهر، ولا اعتقد انه سيكون هناك تغيرات أساسية على تركيبة اللجان.
"الثائر": كيف يمكن للبنان ان يواجه بحد أدني من الخسائر الاوضاع الاقليمية والدولية؟
الفرزلي: لقد واجهها بالحد الادنى عبر انتصاره على الارهاب، عبر انتصاره على اسرائيل وعبر تسييج البلد بإرادة المعادلة الردعية، وهو اليوم يعيش حالة امن واستقرار تنويفا عن كل المنطقة برمتها، ولكن لا ننسى الخسائر الاقتصادية التي كانت في كل المنطقة والتي بدأت تتحسن، معبر نصيب فتح من جديد وسيكون له مردود ايجابي على لبنان.
"الثائر": هل أنتم متفائلون باننا سنكون قادرين على الانطلاق نحو المستقبل بخطى ثابتة؟
الفرزلي: نعم، والتفاؤل كامل، ولبنان غده أفضل من يومه.
"الثائر": هل من كلمة أخيرة؟
الفرزلي: كل من يعن على باله ويحاول إجهاض نتائج الانتخابات النيابية وبالتالي التآمر على العهد واسقاط العهد وإسقاط تجربة ان الرئيس يجب ان يكون الرئيس المقتدر الذي يمثل المكون الذي ينتمي اليه هو فاشل، وسيفشل، وقد انهزم هزيمة نكراء سواء ألفت الحكومة او لم تؤلف.