تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بعد ثلاثة عشر يوما على اختفائه، ما تزال قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي تشغل الرأي العام العالمي، وما تزال التحليلات تتصدر وسائل الإعلام وسط استنتاجات أولية، بدا حتى اللحظة أن ثمة شبه إجماعا حيالها، لجهة أن يكون قد قتل وقُطِّع وأخفيت أشلاؤه، وما يُبقي هذا الأمر في دائرة الاستنتاج طالما أنه لم يتم العثور على جثته، فيما أصابع الاتهام بدأت تشير إلى المملكة العربية السعودية، وهذا ما ألمح إليه الرئيس الأميركي بالأمس، عندما قال ردا على سؤال حول تورط المملكة قائلا: "ربما فعلوها".
وإذا تبنينا فرضية أن السعودية هي المسؤولة وسط إيحاءات مباشرة أو غير مباشرة من جهات دولية عدة، فذلك يفسر الكثير من المواقف، ولا نأخذ في هذا السياق بالرواية القطرية التي ساقت معلومات حول واقعة الإخفاء والتقطيع إلى حد وصف مسرح الجريمة، ولا بالرواية السعودية القائلة بأن خاشقجي تم تهريبه إلى قطر، وانبرى عدد كبير من الصحفيين من السعوديين لتبني هذه الرواية.
وما هو واضح حتى الآن أن الأمور تتجه نحو تسوية ربما بدأت تتبلور بعض معالمها، خصوصا وأن ثمة من ربط الإفراج عن القس الأميركي منذ أيام قليلة بهذه القضية، بعد اتهامه بأنه "إرهابي" وعلى صلة بجماعة المعارض التركي فتح الله غولن ، وبالرغم من تأكيد مسؤولين أميركيين بأن هذه القضية منفصلة عن واقعة اختفاء خاشقجي، فإنه حتى الآن لا يمكن الأخذ بوجهة النظر هذه، خصوصا وأن القضية تدور الآن ليس من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الصحفيين والمعارضين، وإنما بدأت تظهر إشارات صريحة من أن ثمة تسوية قادمة، وما نشهده اليوم من تمرير وتسريب معلومات يندرج في لعبة قذرة، عنوانها الدفاع عن الحريات ومضمونها مغاير تماما.
وهنا، أقصى ما يشغل بال إدارة الرئيس الأميركي هو صفقة الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية وتتخطى قيمتها المئة مليار دولار، وعين ترامب على توفير فرص عمل ومواجهة مفاعيل البطالة من صناعة الأسلحة، خصوصا وأن ثمة انتخابات نصفية لأعضاء الكونغرس في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
حتى الآن ليس ثمة ما هو واضح، باستثناء توظيف الدماء تمهيدا للتسوية، فمصالح الدول هي الحاضر الأكبر!