تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
اشتعلت على جبهة "القوات – التيار"، بيانات وتغريدات أعادتنا إلى ماض كدنا نظن أنه مضى، لنتأكد أنه باق نقطةً سوداء في تاريخنا الحديث، وما كنا نعلم أن لُعابَ المصالح إن سال على حصة في حكومة قادر على استجلاب كل هذه النوازع، وما كنا نعلم أن قراءة الحاضر بعين الماضي لا تجلب سوى الانتظار العقيم، لنعيش فصلا جديدا في ملف حكومي يبدو أنه بات قابلا للانفجار، ليصادر لبنان إلى أجلٍ غير مسمى، وليبقي قضاياه مؤجلة بما يهدد استقراره السياسي مع ما يترتب على ذلك من تبعات اقتصادية ومعيشية.
أقسى ما يواجه لبنان في هذه اللحظة مرده إلى أبنائه، فلا يتوهمنَّ أحد بأن ثمة يتربض شرا بنا، ولا يستعجل البعض ليمرر مقولة أن لبنان يتعرض لمؤامرة، كما هو الحال في عالمنا العربي عندما تُعلق الهزائم على مشجب "نظرية المؤامرة"، يوم خسر العرب الجولان وسيناء والضفة، فعزوا الأمر إلى قوة جهنمية ماسونية وصهيو – أميركية وإمبريالية غاشمة ليبرروا هزائمهم.
الهواجس بدأت تكبر، وثمة خوف من أن نكون أمام "حرب إلغاء" ثانية، ففي الأولى خسر لبنان حصانته في وجه الوصاية السورية يوم استباحت شرق بيروت ولبنان لاحقا، واليوم مهددون بأن نخسر وحدتنا، فالصراع أبعد من توصيفه على أنه صراع يستهدف الساحة المسيحية، ومن هو مستهدف فعلا لبنان، فالمواجهة المعطلة لتشكيل الحكومة يتحمل تبعاتها كل اللبنانيين، وهذا ما يتطلب تحركا سريعا يعيد الأمور إلى نصابها لتستقيم الأمور بعيدا من كل هذا الهرج الذي لن يفضي في النهاية لغير الضياع، فضلا عن أن حروبنا الداخلية علمتنا بأن ليس ثمة منتصر، وأن الكل أبناء الهزيمة، وأن أحدا لا يمكن شطب الآخر من المعادلة السياسية، فكم بالحري إن رسخ الجميع هذا الحضور بانتخابات نيابية، تظل رغم القانون الاستنسابي لا النسبي تعبر عن أحجام لا يمكن إلا الاحتكام إليها لا عليها، ولا أن يزين كل فريق نتائجها بما يخدم أهواءه والمصالح.
لا تهم ماهية الصراع ولا مبرراته ولا أهدافه، فالتصعيد من خاصرة المحاصصة، تقاسما وتوزيرا، يعني أن العصبيات غلبت وتغلبت، ويعني أيضا أن الكل مُدان والكل مسؤول!