تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أكثر من يؤذي العهد بعض المحسوبين عليه، ولا سيما أولئك الذين لا يمثلون حيثية شعبية خارج خيمة " التيار الوطني الحر "، أي أولئك الذين يبحثون عن مواقع وبات جل طموحهم "وزارة"، وهؤلاء ما فتئوا يكيلون المديح لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وتطالعنا بين الفينة والأخرى تغريداتهم وبياناتهم، لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، وتذكرنا بالأنظمة التوتاليتارية حيث المديح واجب رسمي من ضمن مهام أي مسؤول، تماما كما في الحقبة السوفياتية البائدة والتي استنسخها الحكام العرب لعقود عدة.
في لبنان، وفي زمن الوصاية، ويوم التجديد للرئيس إميل لحود، طلب مسؤول في جهاز أمني من رئيس إحدى بلديات المتن الأعلى تعليق لافتات دعم وترحيب، وأنه ستكون أبواب بعبدا مشرعة له، وهذا يعني أننا كنا قاب قوسين أو أدنى من تعميم نموذج الحزب الواحد والسلطة الأحادية، وهذه الرواية بحسب رئيس البلدية عينه، وهو حي يرزق، لم تصل خواتيمها المرجوة، إذ كان هناك رفض من قبله، خصوصا وأن التمديد للرئيس لحود ووجه برفض من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقال رئيس البلدية للمسؤول الأمني: "(الرئيس) إميل لحود مؤقت ووليد بك دائم وباق"!
في ما نشهد من تطورات، ثمة خوف من استنساخ تجارب الماضي، لجهة تعميم ما يؤكد استمرار الحالة "الغنمية" أو حالة القطيع، لكن ما يطمئن أن الرئيس عون ينأى بنفسه عن خطاب يمالئه ويكيل له المديح من باب المنفعة الشخصية، ويدرك بحكم تجاربه المثقلة بالتحديات أن هؤلاء لا يُعول عليهم في بناء دولة عصرية في زمن العولمة وثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
لبنان لا يشبه أي دولة عربية، ولا أي دولة منحت المسؤول حقا إلهيا ليحكم شعوبا مغلوبا على أمرها، لبنان يبقى هذا التنوع الرائع بعيدا من اللون الواحد الـمُــــمِلِّ والـمُـــضجر، ولأنه كذلك لا يمكن أن يستمر بشعارات خشبية وبيانات المديح الفارغة من أي مضمون غير الاسترزاق بحصة في حكومة.
من حق أي مسؤول أن يثني وينوه بجهود بذلت، لكن الإغراق في الثناء والتنويه يفضي إلى التباس لا يمكن اعتباره دليل صحة.
ابتعدوا عن الرئيس عون، فهو ليس بحاجة لشفاعة تغريداكم الممالئة، من صنع تاريخا لا يعوزه من يغرد له، قليل من الصمت أجدى!