تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
هل يتخذ الكونغرس الأميركي إجراءات ضد المملكة العربية السعودية على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي ؟ هذا السؤال ساقته التطورات المتسارعة، خصوصا مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريح لـــ "قناة فوكس نيوز" أمس أشار فيها أن خاشقجي دخل القنصلية السعودية و"حتما لم يخرج"، مضيفا "نحن نقترب من معرفة ما حدث لجمال خاشقجي أكثر مما تظنون".
حتى الآن ليس ثمة ما يوصل إلى خيوط بدا أنها تتشابك أكثر، وأقصى ما يمكن تبنيه يظل في دائرة الفرضيات وسط كم هائل من المعلومات الصحافية، وهذه لا يمكن البناء عليها في تحديد ملامح واضحة لواقعة الإخفاء، دون إغفال التوظيف السياسي، ولا سيما من قبل الولايات المتحدة، وهذا ما ألمحت إليه مصادر عدة، لافتة إلى أن إدارة الرئيس ترامب في طور السعي لابتزاز السعودية في موضوع بيع الأسلحة وأن سقف ما تطمح يظل متمثلا في الوصول إلى تريليون دولار لمبيعات الأسلحة.
وتبقى الصورة موزعة بين روايتين، الأولى سعودية تقول أن خاشقجي دخل القنصلية وغادرها واختفى في أحياء اسطنبول وشوارعها، والثانية تركية تؤكد أن خاشقجي دخل القنصلية ولم يغادرها مطلقا، غير أن تركيا وعدت بدعم روايتها بأدلة وبينات، وإلى الآن ما تزال كل من أنقرة والرياض تتقاذفان الكرة حول مسؤولية كشف مصيره، كل إلى ملعب الآخر، حتى أن الرئيس رجب طيب أردوغان أعاد الكرة إلى ملعب الرياض، طالباً منها إثبات خروج خاشقجي من القنصلية، معتبراً أنه لا يمكن للمسؤولين عن القنصلية التملص عبر القول إنه غادر القنصلية فقط، وهنا تصل القضية إلى منعطف يتطلب الخروج من دائرة التساؤل والتكهن إلى تحقيق، ربما يكون مدخلا إلى تدويل هذه الحادثة.
وهذا ما يمكن تلمسه مع خروج حكومات غربية حليفة للرياض عن صمتها، بعضها دعا لرفع مستوى المطالبات بالكشف عن مصير الرجل، إذ أعربت كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا عن قلقها على مصير خاشقجي، مطالبين بالكشف عنه في أسرع وقت ممكن، فيما وصفت وزارة الخارجية البريطانية اختفاء خاشقجي بـالأمر الخطير للغاية.
أما المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت فأكد أن واشنطن أبلغت السفير السعودي لديها بضرورة توفير معلومات حول خاشقجي حال عودة السفير للولايات المتحدة قادما من الرياض، منوهة إلى أن واشنطن عرضت على أنقرة المساعدة في التحقيقات بشأن اختفاء خاشقجي.