تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
في لبنان ممنوع التفاؤل ولو من باب التمني، لا بل أبعد من ذلك، لم تعد ثمة فسحة أمل واحدة، فقط حقول ألغام بات السير في مسالكها محفوفا بالأخطار، وكل موقف بات لغما قابلا للانفجار، وتشكيل الحكومة غدا محكوما بإحداثيات المواقف وعلى أساسها يتم تحديد مواقع ثابتة ومتحركة، أهدافا واضحة في جولة قصف جديدة، فالمعارك مستمرة، ولا وقف لإطلاق النار صمد أكثر من ساعات أو يوم واحد على الأقل، فيما أعمال التحصين والتدشيم ورفع المتاريس مستمرة، وثمة من يؤثر الهجوم، وثمة من يتوارى مؤقتا في خنادق، والمعركة سجال.
ما هو واضح في أجواء "الحرب الحكومية" أن الأمنيات تذهب هباء منثورا، وحده رئيس مجلس النواب نبيه بري كان محقا عندما وصف التفاؤل بنفحته "الحريرية" الأخيرة "ما تقول فول تا يصير بالمكيول"، ونزيد عليه أنه لم يعد ثمة "فول" ولا "مكيول"، وما أشيع عن أن الحكومة ستبصر النور في عشرة أيام بدا سرابا في صحاري المواقف الثابتة، لتعود الأمور إلى ما دون نقطة الصفر، ولا "معجزة" قابلة للحياة.
البعض رمى الكرة في ملعب " القوات اللبنانية " رافعا في وجهها "بطاقة حمراء"، والبعض الآخر سدد على مرمى الرئيس المكلف، والـ "فاولات" ترتكب بالجملة، فيما هناك من ألمح إلى أن تسلل "التيار الوطني الحر" يستدعي "بطاقة حمراء" أيضا، أما المراقبون المحايدون فطالبوا بعد احتساب أي من الأهداف وطرد جميع اللاعبين، وأبدوا مخاوف من انحياز الحكام، مطالبين بإعادة المباراة مع وقت إضافي مستقطع.
ثمة من يعتبر أن التعثر ناجم عن تشبث "القوات اللبنانية" بحقيبتين خدماتيتين من بينهما وزارة العدل، وأن المرونة التي أبداها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لجهة تخليه عن منصب نائب رئيس الحكومة، لم يلق مرونة مقابلة من قبل "القوات"، ما أحدث خللا في ميزان التفاوض، وأدى تاليا إلى إسقاط مبادرة الرئيس.
في المقابل، وردا على الرفض "القواتي" عاد وزير الخارجية جبران باسيل بحصة الأحد عشر وزيرا توزع بين حصة الرئيس وتكتل لبنان القوي، وكل هذه المعطيات تأتي عكس المسار التفاؤلي للرئيس المكلف سعد الحريري، الذي نقل عنه الاستمرار في التفاؤل، لأن الحكومة بحسب مصادره باتت قابلة لإعلانها، ولا تحتاج لغير تفاصيل تتطلب التضحية من الجميع، وهذا ما لا يمكن أن يتحقق إلا بمعجزة!