تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ما ألمحنا إليه جهارا بالأمس من أن تسمية الوزير الثالث عن المقعد الدرزي من قبل رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان لن يحظى بقبول النائب السابق وليد جنبلاط ، وعرضنا للأسباب والإشكاليات تأكد في "تغريدة" صباحية لجنبلاط اليوم، وكنا قد وصفنا الأمر على أنه "قوطبة"، ولم نكتشف البارود، فالأمور واضحة في تراجع جنبلاط عن تسمية الوزير الثالث ليكون الأمر منوطا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكن على قاعدة أن يسمي جنبلاط ثلاثة أسماء من خارج " الحزب التقدمي الاشتراكي " وغير محسوبة عليه، بمعنى أن تكون من كفاءات علمية (تكنوقراط) بعيدة من أي إطار سياسي وغير مقربة لا من المختارة ولا خلدة.
لم يدرك أرسلان أن قبول جنبلاط بتسوية في موضوع المقعد الدرزي الثالث، لا يعني ترك الخيار مفتوحا لغيره، فقبول جنبلاك بأ يسمي أرسلان الأسماء يعني تسليما بما لا يعكس حقيقة نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، وهنا "القوطبة" في توصيف ما آلت إليه تطورات الحلحلة "الدرزية" في الحكومة .
إن معركة التمثيل الدرزي بالنسبة لجنبلاط هي معركة حياة أو موت، غير خاضعة للمساومة، وإن اقتضى الأمر الاعتذار عن المشاركة في الحكومة، وهنا يخوض أرسلان معركة غير متكافئة عدَّةً وعديدا بين كتلة من سبعة نواب من طائفة الموحدين الدروز في مقابل مقعد واحد يمثله وحيدا، حتى هذا المقعد لم يأت إلا بشغور لائحة جنبلاط في دائرة عاليه – الشوف من مقعد درزي في تسوية غير معلنة، كان يمكن أن تعكس مفاعيلها على الحكومة الجديدة لو لم تستجد أمور أخذت في طريقها "تفاهما" كان يقول بتجنيب الساحة الدرزية المزيد من الاحتقان، فجاءت حادثة الشويفات لتقوض كل شيء.
نعود ونؤكد أن حيثية خلدة غير مرتبطة بمقعد نيابي أو وزاري، وهي تستمد مشروعيتها من حجم ما تمثل وهي بهذا المعنى أكبر من "حشرها" في توزير، في أسوأ الأحوال لا يمكن أن يبدل من معطى أفضت إليه نتائج الانتخابات، وهذا ما يؤكد عليه الجميع، من "القوات اللبنانية" إلى "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" وثنائي "أمل" و"حزب الله"، فلماذا يكون جنبلاط استثناء؟!
ومن هنا، جاءت تغريدة جنبلاط واضحة من أن الدعوة الى التسوية مطلوبة من جميع الأفرقاء لكن حذار ان يفسرها البعض أيا كان انها تنازل عن الثوابت، وعلى هذا لن نقبل بأحصنة طروادة جديدة في الوزارة المقبلة، يكفي الموجود والمتحكم على حساب الكفاءة والانتاجية والاصلاح.
في هذه اللحظة السياسية لا يمكن وضع "حصان طروادة" في قصر المختارة، كي لا يتسلل منه خفية من يريدون تشويها لتمثيل وخلق معادلات لا تصرف في سوق الأسماء المتداولة تمثيلا وتوزيرا!