تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
أهم ما ورد في مواقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالأمس أنه في حال قدم اعتذاره عن التأليف فإنه يقبل تكليفه ثانية، هذا الموقف كان يجب إعلانه قبل هذا الوقت، وإن كان من الأجدى تقديم الإستقالة بعد الشهر الأول من التكليف، فسياسة النفَس الطويل في لبنان وسط المواقف العقيمة ووضع العصي في الدواليب والتطاول على الصلاحيات، لا تجدي نفعا والتضحية بالوقت يذهب هباء.
نقول هذا الكلام لأن لبنان دائما بحاجة إلى صدمة تحرك الماء الراكد وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم، فضلا عن تخطي البعض لصلاحياته، ولم يكن من قبيل الصدفة أن يصف كلام وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمره الصحفي الأخير بـ "غير الإيجابي"، ولم يقل أكثر كي يبقي فسحة للنقاش في ما يبدو أنه خطوة أخيرة في مسار تشكيل الحكومة الطويل.
لئن مَـــرَّر الرئيس الحريري موقفه هذا، إلا أنه لا يزال على تفاؤله بأن الحكومة ستتشكل خلال الأيام العشرة المقبلة، معتبرا أن البلد بأمس الحاجة لهذه الحكومة والوضع الاقتصادي يحتم ذلك، ويفرض على الجميع تقديم بعض التنازلات من أجل البلد، ليؤكد أنه في حال اعتذر عن التشكيل، فإنه لن يطلب من أحد أن يكلفه.
لا نعلم على وجه التحديد مبعث هذا التفاؤل، إلا إذا كان الرئيس الحريري يؤثر تبني مقولة "تفاءلوا بالخير تجدوه"، وهذه لا يمكن صرفها في لبنان، فـ "الخير" عموما مصادر بالنزوات والمكابرة و"تسميم" السياسة بلغة فوقية، فالكل يتفق على مقولة أنا أو لا أحد، أو ومن بعدي الطوفان.
كلام الرئيس الحريري جاء في دردشة مع الاعلاميين قبيل ترؤسه عصر اليوم في "بيت الوسط" اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية، نافيا وجود أي مبادرة فرنسية لمساعدته على تشكيل الحكومة، لكنه حذر من أن مفاعيل مؤتمر "سيدر" في خطر، منبها إلى أن العالم يدور والأيام تمر، وهذه الأموال وضعت لمساعدة الاقتصاد اللبناني، ولكن إذا كان اللبنانيون لا يريدون أن يساعدوا أنفسهم، فهل سينتظرهم العالم؟
في سائر المستجدات يبدو أن لا شي سيتغير، وبات اعتذار الرئيس الحريري حاجة تمليها المصلحة الوطنية في لحظة بات فيها استمرار الأمور على ما هي عليه مضيعة للوقت، نحو خمسة أشهر والرئيس الحريري محاصر بمواقف كبلته وما تزال، فليرمِ كرة النار في ملعب الجميع، عل تكون صحوة ويقتنع الجميع أن اللعب بمصير البلد خط أحمر!