تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
غرد النائب طلال أرسلان اليوم "مقوطبا" على النائب السابق وليد جنبلاط ، عارضا أن يسمي خمسة أسماء ورفعها لرئيس الجمهورية ليختار منها واحدا ليشغل المقعد الدرزي الثالث وبالتنسيق مع رئيس المجلس النواب نبيه بري .
ما هو مهم في التغريدة ما قاله أرسلان "في ما خص ما يسمى بالعقدة الدرزية وكما الآخرين اعتبروا بأن مصلحة الوطن تقتضي التضحية من أجل تسهيل تأليف الحكومة العتيدة"، فهذه بادرة إيجابية علما أن ليس ثمة "تضحية" بالمعنى الدقيق للكلمة، ذلك أن التضحية تكون واردة في ما لو كان النائب أرسلان لديه كتلة من ثلاثة نواب أو نائبين على الأقل من الدروز، لا أن يتكىء على ثلاثة نواب "برتقاليين" ليتمثل وزير درزي، هذا بمنطق المحاصصة الطائفية.
ومن ثم أشار في التغريدة نفسها "نحن نقبل أن نسمي خمسة أسماء لفخامة الرئيس عون على أن يتم تسمية أحدهم من قبله بالتعاون مع دولة الرئيس نبيه بري الذي نعتبره أيضا غيور على مصلحة الدروز والعيش المشترك وقدسيته في الجبل ... والباقي على الله".
وهنا "القوطبة" واضحة، ولن يحظى أي من الأسماء بموافقة جنبلاط، بمعنى أن "يركب على كتفه" وزير لا يستمد مشروعية تمثيله بأي منطق وتحت أي ذريعة، وبحسب ما تم التداول به، فإن جنبلاط هو من يسمي والرئيس ميشال عون يختار.
لكن ثمة شي إيجابي، فــ "تضحية" أرسلان مردها إلى أنه تبلغ من حليفه البرتقالي صعوبة توزيره، وإلا لما كان هذا التنازل المفاجىء، ولسان حالنا أن المير طلال أكبر من موقع وزاري، وما تزال خلدة تمثل رمزية خاصة في الوجدان اللبناني، وما هو أهم من الوزارة أن يعود لخلدة بريقها وحضورها، وهذا لا يمكن أن يتحقق دون الانطلاق من قراءة المعطى المستجد بعد حرب الجبل ونتائجها، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن دائرة عاليه كانت شبه مطوَّبة لخلدة، فيما اليوم ما تزال غير قادرة على استعادة وهج حضورها، والمشكلة تبدأ هنا، بالتصالح مع الناس وقراءة المستجد من متغيرات بالسياسة أولا.
في ما شهدنا خلال السنوات الماضية، لا يتقن المير طلال إلا الخسارة، وخوض معارك خاسرة، نقول هذا الكلام لأننا أكثر حرصا على خلدة من بعض الأتباع والمستشارين، ومن ينتقد بموضوعية لا يتقصد إلا تصويب خلل لا تزيين الواقع بأمجاد الماضي.
من يمالقك يا مير لا تتوخى منه خيرا، استمع إلى من ينتقد، لأن لا مصلحة له لا الآن ولا غدا ولا بعد غد.