تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لم يتراجع الرئيس المكلف سعد الحريري عن تفاؤله بخلاف ما تؤكده سجالات الأيام الأخيرة وقد تخطت سقف كل ما له صلة بالتفاؤل في تشكيل الحكومة ، وثمة قراءة مختلفة لمواقف رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، وأيضا، بخلاف ما أوحت به واستدعت استنفارا "قواتيا"، ولا نعلم إلى الآن بأي ميزان تقاس الأمور بين "تفائل" الحريري و"شروط" باسيل.
بالاستناد إلى مواقف وتصورات من تبنوا التفاؤل، فقد جاءت مواقف باسيل في سياق رفع السقوف إلى الحد الأقصى، ورد "القوات" اندرج أيضا في هذه الخانة، بمعنى مواجهة موجة التفاؤل الحريرية بـــ "سلاح" المواقف سجالا وتصعيدا، وبهدف طرح المستحيل للحصول على أقصى الممكن، غير أن هذا الأمر ليس مدعما بما يمكن الأخذ به، إذ ليس ثمة بينات واضحة تبقي التفاؤل قائما، حتى مع تجدد الاتصالات المرتقبة اليوم.
كل المؤشرات تؤكد أن لبنان يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ تحالفات جديدة بين تيار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحلفائه ولا سيما "حزب الله" بشكل خاص، وبين "القوات اللبنانية" وحلفائها خصوصا "تيار المستقبل"، أي ثمة نسخة منقحة عن 8 و 14 آذار، إلا أن الإعلان عنها لم يحن بعد، ولم تنضج ظروف تكريس التحالفات الجديدة والمتجددة بالإعلان عنها وتحديد سقف توجهاتها بأبعد من تشكيل حكومة، طالما لم تستنفد بعد محاولات التأليف، وبالاستناد إلى التطورات الأخيرة، فإن الأمور تسير في هذا الاتجاه، والتفاؤل لا يمثل أكثر من توجه عام لا يمكن ترجمته مع استمرار المواقف المتصلبة ووضع الشروط، وما سنشهد من لقاءات ومشاورات في الأيام القليلة لن يتخطى الأخذ والرد والتساجل، فمعجزة تشكيل الحكومة لا تزال بعيدة.
في ما هو متوقع الآن، ومع تمسك الحريري بتفاؤله، سنشهد سباق تفاوض بنسخة جديدة، وأكد مصدر مقرب من الرئيس الحريري لـ "الثائر" أن "الرئيس المكلف قدم كل التسهيلات"، لافتا إلى أنه "إذا ما استمرت المواقف على حالها، فليتحمّل عندها كل فريق مسؤولياته"، منوها إلى أن "التأليف صار قريباً ولم تعد تعوقه سوى العقدة القواتية".
فصل جديد من المماطلة، هذا ما يمكن تأكيده حتى الآن، إلا إذا استجدت أمور خارج التوقع، وهذا مستبعد، على الأقل خلال القادم من أيام، وأقصى المتوقع أننا سنكون أمام فرص أخيرة ضائعة!