تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
عندما نجد أن المسؤولين غير مبالين إن شُكلت الحكومة أو لم تُشكل، وعندما نتأكد أن ليس ثمة من يعير اهتماما لمصلحة لبنان بالقدر المطلوب من الجد والجهد والمسؤولية، نصاب باليأس والإحباط، لا بل يأخذنا القلق إلى مجهول الصدف، كأننا نحيا دائما على قارعة الانتظار، فيما معاناتنا أصبحت مرهونة بصحوة أهل السلطة، أما أحلامنا فما تزال ضائعة بين خيبة وأخرى.
يبقى تشكيل الحكومة مدخلا لنثق بأننا نعيش في كنف دولة ومؤسسات، دونه لا شيء غير العجز والفوضى وسجالات لا تشبع ولا تغني من جوع، وكأن لبنان خاضع لمزاج هذا المسؤول أو ذاك، ومسلوبة إرادته ولا ما يشيع فينا بقية من تفاؤل، أو يبعث على الأمل، وحده الضياع السمة الغالبة، ضياع الوقت، ضياع الفرص، كي لا نقول ضياع وطن في متاهات النزوات والمصالح.
لم يعد خافيا على أحد أن الوقت سلاح يهدد اللبنانيين في حاضرهم والمستقبل، خصوصا وأن التطورات السياسية الأخيرة مع تعثر تشكيل الحكومة بدأت تكشف أكثر فأكثر أن لبنان وسط كل هذه الظروف السائدة بات مكشوفا بكونه دولة عاجزة عن ملاقاة بديهيات العمل السياسي الذي يبدأ بحكومة قادرة قوية ولا ينتهي بها، والحكومة ليست إطارا لسلطة تنفيذية فحسب، وإنما هي ضرورة لانتظام الأداء السياسي بين سائر السلطات، وهي أيضا عنصر أمان من حيث توفير حد أدنى من الاستقرار، إذ أنه من المستحيل التصدي لأزمات تواجه لبنان في مختلف المرافق والقطاعات في أجواء متشنجة، وسط سجالات تستحضر في كل مرة إخفاقات تعيد الأمور إلى النقطة الأولى وتعيد خلط الأوراق، ولا نتنبه إلى أننا استهلكنا وقتا أكثر من اللازم في فوضى المواقف والمصالح.
من هنا، يبقى الملح في هذه اللحظة السياسية بالذات، أن نبدد القليل من هواجس الدول التي شاركت في مؤتمر " سيدر " الأخير، ولا سيما منها فرنسا التي ما توانت عن تقديم كل دعم في سبيل إنجاح هذا المؤتمر، وبدا واضحا أن الفرنسيين قلقون من تفاقم الأوضاع في لبنان، ولذلك سيوفدون إلى بيروت في الأيام المقبلة، السفير المنتدب من الرئاسة الفرنسية بيار دوكان، للاطلاع على ما آلت إليه المفاوضات والتطورات في شأن تشكيل الحكومة، خصوصا وأن باريس تشدد على تأليف الحكومة كمدخل ملزم لإطلاق عجلة "سيدر".
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين
*رئيس "جمعية غدي"