تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
تضيق يوما بعد يوم فسحة الأمل، وتضيق معها سبل العيش، ولا شيء آيل إلى التحسن، وحدها المعاناة ماثلة في مختلف قطاعات الحياة، والمواطنون محاصرون بما لا يحصى من هموم ومصاعب، والمسؤولون في غربة، يتنافسون على مواقع وحصص في حكومة مؤجلة دون سقف زمني محدد.
لا تقتصر أزمات الناس على ما يواجهون من تبعات واقع اقتصادي ومعيشي ضاغط فحسب، لا بل ثمة ما يستهدف حرق أعصابهم، حتى أن من يراقب سلوك الناس اليومي يتأكد أن الانفعال والتوتر هما سمة دائمة في ظروف يومية مأزومة، ويمكن تلمس ذلك على الطرق، وسط الازدحام والاختناقات المرورية، حيث نرى أن أحدا لا يحتمل الآخر، وجوه مكفهرة ومتوثبة لافتعال مشكل، ولا أحد يحتمل كلمة أو إشارة دون ردة فعل تكون نذير خلاف واشتباك، وهذا مثال ينسحب على مختلف الأماكن والمواقع، في العمل، في البيت، وفي التعاطي اليومي على مختلف المستويات.
وما لا يمكن التغاضي عنه، يبدو جليا في ما نشهد أيضا من حوادث سير يذهب ضحيتها الأبرياء، إذ يكاد لا يمر يوم دون وقوع قتلى وجرحى، ما يستدعي خطة طوارىء مرورية، كي لا يكون ثمة موت بالمجان، خصوصا وأن الكل معرض في تنقلاته، وهذا أمر ما عاد بالامكان التغاضي عنه، وبات يتطلب إجراءات وتدابير إستثنائية، تلحظ تطبيق القوانين والتشدد في تسطير مخالفات ومحاضر ضبط بحق من لا يلتزمون بها ويعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر، فضلا عن منح رخص السوق، وفي هذا المجال لا بد وأن تكون الامتحانات خاضعة لمعايير أكثر صرامة مما هو مفروض اليوم، ولا يمكن إعفاء الدولة من مسؤولياتها في توفير الطرق الآمنة مع كل ما هو ضروري في هذا المجال من النواحي الفنية والتقنية كافة.
كما أن الأزمات تلاحق المواطنين من الصحة إلى التربية والأقساط المدرسية، إلى المزارعين والعمال، إلى متخرجين جامعيين لا يستوعتهم سوق العمل، إلى الهجرة المستمرة مفاعيلها، وإلى ما لا حصر له من معاناة تفسر لماذا تغير سلوك اللبنانيين نحو الانفعال وعدم احتمال الآخر.
في ما آلت إليه التطورات السياسية المتصلة بتشكيل الحكومة يوم أمس، خصوصا بعد المؤتمر الصحافي الذي عقد وزير الخارجية جبران باسيل ، قال وزير الإعلام ملحم الرياشي إن باسيل لا يريد حلا، خلافا لعنوان فيلم فاتن حمامة "أريد حلا"، وهذه مناسبة لنقول للوزراء مجتمعين وإلى جميع المسؤولين أنه وسط كل هذه الأزمات صار لسان حال كل مواطن: "نريد حلا"!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"