تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ما بات مؤكدا ولا يحتاج عناء البحث والتحليل أن لا حكومة في المدى القريب، ولا انفراجات محتملة تضخ بعضا من أمل يبدد هواجس اللبنانيين ويطمئنهم لحاضر ومستقبل، فيما الاحتمالات مشرعة على المجهول الإقليمي، وسط تحذيرات من حرب بدت راجحة كفتها في ميزان الصراع في المنطقة، لا سيما مع ممهدات إسرائيلية لا بد من أخذها على محمل الجد، وكأن الحرب واقعة غدا، خصوصا وأننا أمام عدو لا يمكن الركون إليه، ما يتطلب حدا أدنى من الاستعداد للأسوأ.
إلى الآن، ليس ثمة ما يشي بأن لبنان متيقظ لأخطار تتربص به، بدليل أن هناك حالة مستمرة ومستقرة من التراخي الوطني والميوعة السياسية، فإذا كانت تهديدات إسرائيل جدية، وهذا ما ألمح إليه وحذر أكثر من مسؤول، فذلك يستدعي على الأقل، حدا أدنى من الوحدة الداخلية، لا يمكن ترجمتها الآن وفي هذه اللحظة الضاغطة إلا بتشكيل حكومة ائتلاف وطني، تكون بمثابة رد على محاولة إسرائيل محاصرة لبنان بمقاومته.
ومع المواقف الداخلية الثابتة على فراغ حكومي في مقابل توترات إقليمية ودولية، تغدو التحديات أكبر، ولذلك رأى مصدر سياسي رفيع في اتصال مع "الثائر" اليوم أن "تشكيل الحكومة يجب أن يصبح وراءنا والتفرغ لمواجهة الاستحقاقات الداخلية"، ولفت إلى أن "الأوضاع في المنطقة تتطلب أن نكون حاضرين لكل الاحتمالات"، وأكد أنه "من غير المقبول أن يظل لبنان مكشوفا دون حكومة وأن يظل النزاع قائما على الحقائب والحصص"، واعتبر أن "المطلوب اليوم تحصين الساحة الداخلية لا أن تأخذنا السجالات وننسى معها ما قد يطرأ من متغيرات قد لا تكون حربا مباشرة وقد تكون".
وحذر المصدر عينه من أن "الرهان على حصول تطورات وفقا للمعطى الاقليمي، لن يغير في الاستحقاق الحكومي شيئاً"، وأكد أنه "لا يمكن تشكيل حكومة غير متوازنة تكون فيها الغلبة لفريق على حساب آخر، وهذه حقيقة يعرفها الجميع وأي اتجاه خلاف ذلك يعني إدخال البلاد في المجهول".
صحيح أن كل المؤشرات تؤكد أن لا حكومة قريبا، لكن الاستسلام إلى واقع الحال يعني الاستقالة من المسؤوليات والبقاء في دائرة مفرغة، وهذا يرتب على لبنان تبعات أكبر من يتحمل نتائجها، سلما وحربا!