تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت صحيفة "النهار" تقول: مع ان الجلسة التشريعية لمجلس النواب ملأت نسبياً يومين فراغ المشهد السياسي الداخلي الذي افتقد أخيراً الحركة مع انقطاع قنوات المشاورات واللقاءات المتعلقة بأزمة تأليف الحكومة ، فإن هذه "الوصفة" العابرة والموقتة لم تترك مفاعيلها على مجريات الأزمة الحكومية التي تبدو محكومة بموجات التكهنات والاماني الكلامية أكثر منها بأي معطيات جدية. ولم تكن المواقف والتطورات المتصلة بالواقع الاقتصادي والمالي وما يثار حولهما من مخاوف جدية وواقعية أو من موجات تضخيم وتخويف سوى الانعكاس المباشر لتنامي مناخ الشكوك والقلق الذي يجتاح البلاد في ظل انعدام أفق الحل المتاح للخروج من المأزق الحكومي.
وفي حين سترتسم هذه الأزمة بطبيعة الحال اليوم في خلفية كلمة لبنان التي سيلقيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك برزت في بيروت أمس ملامح الصرخة الكبيرة الموحدة لقوى الانتاج بشقيها الاقتصادي والعمالي كأنها انذار أخير للقوى السياسية من اجل المسارعة الى تحصين البلاد ومنع انزلاقها الى الأسوأ وتدارك تحركات احتجاجية واسعة يجري تداول طبيعتها وتوقيتها في حال استمرار التمادي في الاختناق السياسي. كما ان الكلام الذي أدلى به الرئيس المكلف سعد الحريري في اليوم الثاني من الجلسة التشريعية اكتسب دلالات بارزة لجهة ردوده على موجات الشائعات والمواقف المعادية للاتجاهات التي تعتمد في مواجهة الازمة السياسية والتعقيدات الاقتصادية.
وقد أقرت الهيئة العامة لمجلس النواب في يومها الثاني، سلسلة مشاريع قروض من أجل مؤتمر "سيدر"، علماً ان انتهاء الجلسة مساء بفعل فقدان النصاب اثبت ان ثمة سيناريو جرى التوافق عليه يتناول تمرير مشاريع "سيدر" أساساً لاتاحة الفرصة أمام انعقاد الجلسة التشريعية. وقدّرت كلفة المشاريع التي أقرت بنصف مليار دولار، كما مرر مساء قبل فقدان النصاب مشروع ضمان الفوائد المصرفية للقروض الاسكانية. وفي الأساس كان الرئيس الحريري رد على المتحفظين عن اقرار مشاريع قروض بقوله: "أنا وافقت على الجلسة العامة من أجل "سيدر"، فاذا كنا لن نصادق هذه المشاريع فلن أبقى في الجلسة". وفيما تطرق عدد من النواب الى اشكالية النازحين السوريين في لبنان، وما اذا كنا تحت ضغط هؤلاء سنستدين مزيداً من الأموال، رد الحريري بنبرة عالية: "فلنوقف كل مشروع يعطينا كهرباء ومياهاً لانه يستفيد منه السوري! أيعقل هذا المنطق... لا تجوز هذه الأجواء. نحن وافقنا على الجلسة من أجل "سيدر" ومن أجل المصلحة الوطنية، واذا كنا لا نريد تلك المشاريع، فلن أبقى في القاعة. تارة تتحدّثون عن تهديد الليرة، وطوراً عن صحة حاكم مصرف لبنان. ماذا تريدون؟".
وقد ساند الرئيس بري الحريري في موقفه، كما استرعى الانتباه "الدعم" الذي لاقاه من نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، وتحديداً من رئيس الكتلة النائب محمد رعد حين قال: "نحن هنا من أجل هذه القروض، والا فلنذهب".
وحرص الحريري أيضاً على التحدث عن الوضع المالي، فقال: "البلد غير مفلس. اللهم ان نتوقف عن جلد أنفسنا. هناك حملة على الليرة والاقتصاد لاحباط اللبنانيين. لا أحد يزايد علينا في شأن اللاجئين السوريين. كلنا مع المبادرة الروسية ونريد انجاحها، وما يبقي اللاجئين على أرضنا هو الخلاف الداخلي. نحن وصلنا الى سياسة موحدة في هذا المجال. هذا الموضوع غير سياسي متى أردنا ان نطوّر بلدنا وخدماتنا الصحية".
أما الجانب السلبي الذي سجل مع اطاحة نصاب الجلسة، فطاول مشروع تخصيص النفقات الملحة لادوية السرطان الذي طرحه نواب "القوات اللبنانية" ولم يدرج في جدول الأعمال الامر الذي دفع هؤلاء النواب الى الانسحاب احتجاجا. كما لم يطرح مشروع القانون المتعلق بملف المخطوفين والمفقودين.