تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت صحيفة "النهار" تقول: اذا كانت "فضيلة" انعقاد الجلسة التشريعية الاولى لمجلس النواب بعد الانتخابات النيابية في أيار الماضي انها حركت عجلة التشريع والمصادقة على مشاريع قوانين تحتاج اليها البلاد في عز احتدام ازماتها المتنوعة والمتعددة الوجه، فان ما بات يسمى اصطلاحا بـ" تشريع الضرورة " ولو بابتكار مفتعل لهذه الصفة تسويغاً للتسويات السياسية لم يحجب خطورة الكثير من جوانب المشهد الداخلي. صحيح ان بعض الترميم لصورة دولة ومؤسسات وهيبة غائبة ومفتقدة بدا كأنه من "وظائف " الجلسة التشريعية بالاضافة الى الوظيفة الاصلية المتصلة باقرار مشاريع قوانين تلامس الاولويات الملحة كقانون ادارة النفايات الصلبة أو قانون دعم الشفافية في قطاع البترول وسواهما الامر الذي يفسر تساهل قوى كان يمكن ان تتحفظ عن الجلسة. لكن الاصح ان الصورة الحقيقية لواقع الدولة والبلاد بدت أقرب الى عد عكسي جدي لانهيارات لا يمكن بعد الان تجاهل احتمالاتها في مختلف القطاعات ما دامت الطبقة السياسية واركانها بدءا بالمسؤولين والرسميين الكبار والزعامات لا يظهرون الادراك الكافي لخطورة انهيار الثقة بالدولة وباركانها.
ولم يكن ما حصل حيال قصة الطائرة التي نقلت الوفد اللبناني الى نيويورك وعلى رأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سوى الدليل على الواقع الهش الذي يعيشه لبنان، اذ ان واقعة الطائرة سبقت وصولها مع الوفد الى نيويورك لترسم صورة سلبية قبل مشاركة الرئيس عون في اعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة.
وقبل ذلك كانت موجات الشائعات المتعلقة بالواقع المالي حاولت النيل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة . وبعد كل ذلك ثمة سؤال كبير طرح أمس وسيطرح اليوم وفي كل يوم تستسهلكه ازمة تأليف الحكومة وهو: الى متى ستبقى المكابرة سيدة الموقف تحكم الازمة وتمنع المكابرين من النزول عن رؤوس الشجر والسقوف العالية ؟ وماذا لو تحول الظرفي والموقت دائماً كمثل المطالبة بعد تشريع الضرورة بتوسيع مفهوم تصريف الاعمال لحكومة تصريف الاعمال؟
وقد علم في هذا السياق ان رئيس الجمهورية تحدث أمام بعض من التقوه أمس في نيويورك عن "تطورات إيجابية منتظرة في شأن ملف تأليف الحكومة بعد عودته من نيويورك، خصوصاً ان الساعات التي سبقت رحلته شهدت اتصالات مع الرئيس المكلف سعد الحريري تؤشر لحلحلة في الملف الحكومي مع عدم استبعاد التوصل الى صيغة حكومية مقبولة من الجميع على قاعدة لا رابح ولا خاسر".
في أي حال وقبيل الشروع في درس بنود جدول الاعمال للجلسة التشريعية لمجلس النواب في يومها الاول وأبرزها قانون ادارة النفايات الصلبة الذي أقرّ، كانت مداخلات للنواب تطرقت الى التأليف والتشريع في ظل حكومة تصريف اعمال. وأوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري "أننا نشرع دستوريا بناء على المادة 69 التي تعطينا الحق وليست المرة الاولى وهذا يوحي للبنانيين ان الحالة في البلد عادية". أما اعنف الهجمات التي استهدفت الرئيس الحريري فكانت للنائب جميل السيد، اذ قال: "هذه الجلسة غير فاعلة واقترح أن يتم تحويلها الى جلسة مناقشة للبحث في التأخير بتشكيل الحكومة خصوصاً ان تكليف الرئيس المكلف هو ملك المجلس مجتمعاً وهو سلمه أمانة تسيير الحكم وعدم التأليف فشل يحسب عليه".
وفي حين دعا رئيس الكتائب النائب سامي الجميل الى "حكومة اختصاصيين اذا لم نكن نستطيع الخروج من الصراع على الحصص"، اعتبر ان "القوانين المقرة في ظل حكومة تصريف اعمال لا يمكن ان تصبح نافذة"، فرد عليه بري: "ستصبح نافذة وحبة مسك".
الى ذلك، انتقد بعض نواب "الوفاء للمقاومة" و"لبنان القوي" الرئيس المكلف بطريقة غير مباشرة. ففي حين لفت بري الى "أننا كنا ننتظر مراسيم الحكومة قبل عيد الفطر"، علّق النائب نواف الموسوي: "الله يفك اسرها"، قبل ان يضيف ان "المشكلة اننا أمام حكومة تصريف أعمال ويجب ان نتوجّه للدعوة الى حكومة يبدو انها معتقلة". ولكن كانت لبري رسالة معبرة حين ألحّ على الرئيس الحريري للبقاء في مقعده على المنصة وعدم التحدث من مقاعد النواب قائلاً له: "قوم قوم متنا وعشنا تصرت هون".