تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
بانتظار مشاورات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري المفترض أن تنطلق الأسبوع المقبل، في محاولة جديدة لكسر الجمود وتخطي حال التشنج مع استمرار تمترس سائر القوى السياسية خلف ما تعتبره ثوابت لا تراجع عنها، لم يطرأ أي جديد حكوميا، فيما لا تزال المراوحة سمة ثابتة في مشهد التأليف، وسط مخاوف من أن تنحو الأمور في اتجاه تثبيت عناصر الأزمة بسائر عناوينها إلى أمد غير معروف.
التعود على الفراغ
وما يمكن تلمسه من مصادر عدة متابعة أن لا حماسة في اتجاه حلحلة تمهد لإعادة تحريك عجلة الاتصالات بزخم أكبر، وأبعد من ديبلوماسية الجمود الماثلة منذ نحو أربعة شهور، في ظل الحديث عن أن الأمور راسخة على قناعة جميع القوى بالتعود على الفراغ بدلا من مواجهته.
وكل ذلك يرسخ قناعة واضحة بأن لا نقطة ضوء تلوح في الأفق، ما يعني البقاء في دائرة المواقف عينها، دون استخلاص العبر من دروس سابقة أبقت البلد مكشوفا رئاسيا وحكوميا في فترات متفاوتة.
حكومة طوارئ
ما يثير الاهتمام أن منطق التحاصص سائد، وبلغة صريحة غير موارِبة حين يدعي فرقاء الأزمة أن ثمة حجما لحصصهم في "كعكة" الحكومة، وبمعنى آخر، لا يخفى على أي متابع أن عملية التشكيل تحولت في حدود بعيدة أقرب ما تكون إلى لغة حسابية أُسقطت معها معايير وحسابات وطنية، ما يتطلب تبني خيارات بعيدا من سياسة التقاسم، وهذا ما ألمح إليه الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حين دعا إلى تشكيل حكومة طوارئ حيادية من شخصيات لبنانية معروفة ليس لها ارتباطات حزبية ولا بالبلوكات الإنتخابية، معروفون بخبرتهم وشخصيتهم وحياديتهم، وهذه الحكومة بعددها القليل تمثل المسيحيين والمسلمين بحسب القاعدة ودورها.
لا جديد
وفي ظل المشهد القائم مع ما يترتب عليه من تبعات سياسية واقتصادية، لا يمكن المراهنة على تطورات جديدة، وجولة الرئيس الحريري ستظل محكومة بالجمود، فضلا عن أن البوادر الإيجابية التي برزت في الساعات القليلة الماضية، ولا سيما على خط المختارة - الرابية وعلى خط كليمنصوه - عين التينة لم تؤدِّ إلى تحريك الراكد حكوميا، فيما لم تحمل زيارة وزير الإعلام ملحم رياشي إلى بعبدا أي جديد، ذلك أن رياشي لم يكن موفدا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، وبالتالي لم يحمل إلى الرئيس العماد ميشال عون أي رسالة بمضمون سياسي "قواتي".
أما على خط كليمنصوه عين التينة، فقد التقى النائب تيمور جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري ، وتركز البحث على الوضع الحكومي، إلا أن جنبلاط أشار عقب اللقاء إلى أن لا جديد حكوميا حتى اللحظة.
مراوحة وجمود
في المقابل، ثمة من يراهن على الأجواء السياسية السائدة، باعتبار أنها أضحت أقل تشنجا، خصوصا بعد تشكيل لجنة مشتركة بين "التيار الوطني الحر" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" بهدف تخفيف الاحتقان السياسي بين الجانبين، غير أن ذلك، وإن ساهم في تهدئة الأجواء، إلا أنه لا يستهدف الوضع الحكومي مباشرة.
في الانتظار، تبقى الأمور على حالها، وأقصى ما نتوقعه أن تسود ديبلوماسية المراوحة أو ديبلوماسية الجمود، والأمر سيان!