تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تحقق بالأمس ما كان قد ألمح إليه "الثائر" althaer.com قبل أيام عدة من أن وقف التصعيد على خط "التيار الوطني الحر" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" لا بد من استكماله وتحصينه، وأن العديد من الأمور لا بد أيضا من تصويبها عبر خطوة تمهد لإعلان ميثاق شرف يكون مقدمة لعلاقة تتجاوز عثرات الماضي وسقطاته، وتبقي الخلافا السياسي محكوما بسقف يحترم التنوع، وعدم المس بمسلمات العيش الواحد وبروح المصالحة الوطنية في الجبل خصوصا ولبنان بوجه عام.
وكان لمدير عام الأمن الأمن العام اللواء عباس ابراهيم دور وأياد بيضاء في ما بذل من مساعٍ تكللت بالنجاح، ساعده في ذلك نضوج الخطاب السياسي لدى الفريقين، وأثمرت اتصالاته مع رئىس الجمهورية العماد ميشال عون ورئىس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "التيار الوطني الحر جبران باسيل"، وخلصت إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الحزب والتيار.
سبق ذلك صدور بيانين أمس الأول دعا فيه الفريقان إلى وقف الحملات الإعلامية، وعلم "الثائر" من مصدر مسؤول واكب مساعي التهدئة أن نائب رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون الادارية رومل صابر، ومفوض الداخلية في "الحزب التقدمي الاشتراكي" هشام ناصر الدين، عقدا لقاء ثنائيا أمس في بيروت، أكدا خلاله أن "اللبنانيين مهما تعددت انتماءاتهم السياسية والمذهبية والطائفية، هم في النهاية شعب واحد يعيش حياة واحدة في البلدات والقرى، في الجبل وفي كل لبنان".
وبحسب المصدر عينه، شدد صابر وناصر الدين على "ضرورة الفصل بين الجانبين الميداني والسياسي"، وأكدا أن "الأرض خط أحمر أما التباين في السياسة فيظل على حاله، وتتطلب معالجته تواصلا على مستوى أعلىى"، وكان ثمة نقاش خلص إلى أنه كما للرئيس ميشال عون رمزية كبرى مسيحيا في لبنان والشرق، كذلك للنائب السابق وليد جنبلاط رمزية درزية وطنية عابرة للحدود.
ما تجدر الإشارة إليه هو أن اللقاء شكل خطوة تمهيدية أولى، ذلك أن هناك عناوين ستكون موضع متابعة، إن لجهة إعادة الموظفين الذين تم إعفاؤهم من مهامهم في وزارات التربية والبيئة والطاقة والمياه، وإن لجهة تشكيل لجان للتهدئة ووقف الحملات الإعلامية، ولذلك تقرر عقد لقاء موسع الأسبوع المقبل، يضم منسقين عن أقضية بعبدا والشوف وعاليه من كلا الجانبين تأمينا للتواصل، وحفاظا على الوحدة والهدوء بغض النظر عن أي تطور سياسي.
وما تحقق يعتبر مقدمة لتبديد الهواجس وتعميم أجواء التفاهم بين مختلف القوى السياسية، وإذا كانت مساعي تشكيل الحكومة عادت إلى المربع الأول، فثمة ما هو إيجابي، ويمكن البناء عليه في مسار ليس بعيدا عن الاستحقاق الحكومي، ويتمثل في عودة "التيار" و"الإشتراكي" إلى مربع التوافق.