تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
في متابعة للشأن الحكومي ثمة نقطة توافق واحدة تجمع بين سائر القوى السياسية المعنية بالتأليف، تتمثل في أن لا حكومة، لا في المدى المنظور ولا أبعد من هذا المدى أيضا، أي أن كل فريق يراهن على ما يكسر حلقة "العناد" وتراجع خصومه عن سقف مطالبهم، أو على مستجدات إقليمية ودولية، وليس صحيحا أن مثل هذه المراهنة متقتصرة على فريق دون غيره، فثمة فريق سياسي انغمس أكثر في محور وفريق في محور آخر.
كما أن ثمة حقيقة راسخة تؤكد أن رفع السقوف والتمسك بالمواقف والحصص فوت على لبنان إمكانية الخروج من الأزمة منذ الشهر الأول حيث كانت التسوية ممكنة، أما الآن فقد بات جليا أن تشكيل الحكومة ترسمه توازنات المنطقة.
ما "فرمل" مساعي التأليف جملة من العوامل والأسباب، منها الداخلي المتصل بطبيعة الخارطة السياسية الجديدة، وهي في الإجمال ذاتها لم تشهد إلا بعض تغييرات بزيادة مقاعد أو خسارة بعضها، أي أنها لم تبدل كثيرا في التوازنات، وهذا ما يؤكد عدم القدرة على ترجمة نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة في توليفة حكومية تستجيب لتطلعات سائر الفرقاء.
ومن جهة ثانية ليس صحيحا أن لبنان يفتقد لتوافق وطني، فالتوافق قائم، لا بل هناك إجماع لا يرقى إليه الشك من أن لا حكومة في المدى المنظور، وحتى مع الاستعانة بمنظار أو تلكسوب من الصعب رؤية بوادر تؤكد خلاف ذلك!