تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أقصى الانتظار تسوية وأدناه جمود وترقب، هذا باختصار حال لبنان مع استمرار أزمة تشكيل الحكومة ، وهي تدنو من شهرها الرابع، في ظل مخاوف من أن تتأخر ولادتها لأشهر عدة، وعندها تصبح الأمور أكثر تعقيدا، ما قد يستدعي مبضع جراح وعملية قيصرية.
وسط هذه الأجواء ثمة هواجس من أن تطغى تطورات محلية على مشهد التأليف، لا سيما تلك المتصلة بتسمية شارع باسم مصطفى بدر الدين، غداة اتهامه من الإدعاء في المحكمة الدولية في لاهاي بأنه ضالع في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ما اعتبره الرئيس سعد الحريري مشروع "فتنة"، في مقابل تمسك "حزب الله" بالتسمية، وهذا يعني أن لبنان دخل في متاهة ليس ثمة من يعلم كيف يمكن الخروج منها بأقل خسائر ممكنة، فالواقع الداخلي لا يتحمل تبعات تعميق الفجوة بين مكونين أساسيين في لبنان، ولن يكون في مصلحة أحد تسعير الخلاف السني – الشيعي.
وبانتظار ما ستؤول إليه هذه القضية بسائر تشعباتها مع انطلاق سجال غير مباشر بين وزير الداخلية نهاد المشنوق وبلدية الغبيري، أكد مصدر سياسي رفيع لـ "الثائر" اليوم أن "الجهود ستكون منصبة على حل هذا الموضوع"، لافتا إلى أن "تأخير تشكيل الحكومة قد لا يعود أولوية إذا ما سلكت الأمور منحى تصعيديا، وهذا ما تسعى إلى معالجته مرجعيات سياسية بدأت مشاوراتها على خط التهدئة والبحث عن مخارج تؤمن استقرار الساحة المحلية"، ودعا المصدر إلى "تبني خطاب هادىء بعد ما شهدناه بالأمس على مواقع التواصل من اتهامات وتجريح بالمقامات".
وإذا كان "لا شيء حكوميا" وفق ما عبر أمس رئيس الحكومة المكلف، تتجه الأنظار اليوم إلى الخطاب الذي سيلقيه عند الثامنة والنصف مساء الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله ، وثمة من يتوقع موقفا من الأزمة الناشئة بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" في سياق عرضه للمواضيع السياسية في لبنان والمنطقة.
في هذا السياق، من المتوقع أن تشهد الساحة المحلية مزيدا من المواقف المؤيدة للقرار والرافضة له، وهذا ما يستدعي إيجاد صيغة ما لنزع فتيل الأزمة، خصوصا وأن كل الأجواء تشي بحدوث تطورات قد تعيد تأزميم الأوضاع وتبقيها مشرعة على ما لا يتمناه اللبنانيون وعلى ما لا قدرة للبنان على تحمل نتائجه.