تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- *" فادي غانم "
أزمة تشكيل الحكومة مستمرة إلى أمد قد يطول لفترة لن تكون خاضعة لسقوف زمنية محددة، في وقت تشير فيه سائر المعطيات والمستجدات السياسية إلى أن الأمور باقية على حالها، وأن القوى السياسية بدأت تتحضر لمرحلة عنوانها الانتظار، في ما يشبه لعبة "عض أصابع"، لن تفضي إلا لمزيد من التشنج وإضاعة الفرص، خصوصا وأن الجميع يتحصن خلف ما يعتبره كل فريق "مسلمات" من حيث حجمه التمثيلي في حكومة لن تبصر النور قريبا، وقد لا تبصر النور إلا بـ "معجزة" في وقت ولى فيه زمن المعجزات.
من هنا، لم نعد نعلق آمالا كبيرة على تشكيل الحكومة، ولا عدنا ننتبع مسار الاتصالات واللقاءات، لا بل عزفنا أيضا عن مواصلة الترقب ونحن نعلم أنه ما عاد ثمة ما ننتظره بعد أن ثبت عقم المواقف مترافقا مع تراجع منسوب التفاؤل، وأن أحدا ليس في وارد التنازل، فلكل اعتباراته الخاصة يقدمها على مصلحة البلد.
مع رسو المشهد السياسي على مشهد ثابت "يبشر" باستدامة الأزمة، لا بد من إعلان موقف "الثائر" الصريح والواضح، نحن مع وجع الناس إلى أن نشهد انفراجا حكوميا يبدد مخاوفنا كمواطنين نواجه تبعات الواقع السياسي المأزوم، ونحن أيضا على مسافة واحدة من الفرقاء السياسيين، ولن نكون إلا موضوعيين في ما نشهد من تصعيد مواقف، ولن تأخذنا السجالات إلى ما يجافي قناعاتنا من أن لبنان محكوم بالتعايش، ولا بد من إشاعة أجواء الطمأنينة بدلا من تسعير الخطاب السياسي مع ما يترتب عليه من نتائج تطاول مجمل أزماتنا، ولا سيما الاقتصادية منها.
نعلم أن لكل فريق مسوغاته في طرح مطالبه والتمسك بها، ونعلم أكثر أن بعض هذه المطالب قد تكون محقة، لكن أن تصادر إرادة جميع اللبنانيين انطلاقا من تثبيت هذه المطالب، وبذريعة الأحجام والكتل النيابية، فهذا ما لا يمكن التغاضي عنه، ما يستدعي تبني خطاب عقلاني يمهد لتنازلات طوعية من "حصة الكل"، خصوصا وأن سياسة الانتظار لن تؤتي ثمارا ولن تحقق المرجو منها في لعبة شد الحبال المستمرة منذ ما يدنو من أربعة أشهر، وإلا سيسجل لبنان رقما قياسيا في إضاعة الفرص.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس " جمعية غدي "