تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
إذا تطلب تشكيل حكومة في لبنان أشهرا عدة، وها نحن نقترب من الشهر الرابع تأليفا وتعطيلا، فذلك يعني أن عهد الرئيس العماد ميشال عون سيظل خاضعا لمنطق تصريف الأعمال، نقول هذا الكلام لأننا ضنينون على عهد توسمنا فيه خيرا لدفع لبنان خطوات إلى الأمام لا أن يبقي أسير المراوحة وتجاذبات هي مضيعة للوقت، ولن تجدي، وأقصى سقوفها حكومة أمر واقع محكومة بتناقضات تبقيها مصادرة وعاجزة، وليس ثمة من يتوهم أن الحكومة المقبلة ستكون غير سابقاتها، لأسباب لا علاقة لها بموقع الرئاسة، وإنما تندرج في بنية نظام سياسي طائفي عقيم.
في مقاربة لما هو قائم، نجد أن أكثر المتضررين من التعطيل هو العهد نفسه، وأكثر من يسيء إلى العهد هم المنضوون في رحابه، وهم يمعنون بوعي أو بدونه بتقزيم موقع الرئاسة الأولى إلى مستوى فريق لا جهة راعية محايدة، وهؤلاء في تصريحاتهم النارية، وإن كانت مبررة، يؤكدون أن العهد بحاجة إلى كل هذا الصخب، من دعم لا يغير من منطق الأمور شيئا، والعهد لا يعليه تصريح ولا ينال منه آخر.
ثمة مشكلة لم يتنبه إليها العهد، أو أن التطورات سبقته، وهي أن كل موقف من الفريق السياسي الذي يحلق في فضائه يكون محسوبا عليه، وهذا لا يحتاج كبير جهد للتأكيد على أن هناك من يصر على جر الرئاسة الأولى إلى مستوى خطاب تصيب شظاياه رئيس البلاد أكثر بكثير من خصومه السياسيين، وهنا أيضا لا يمكن التعميم، خصوصا وأن ثمة نوابا ومسؤولين في "التيار الوطني الحر" يمارسون السياسة بقدر كبير من المسؤولية والشفافية، ولا يتطلعون إلى هدر الوقت في التساجل السياسي، وهم مؤتمنون على ملفات يتابعونها من موقع المسؤولية الوطنية وبمرتبة رجال دولة من طراز رفيع.
ضنينون على العهد، ولذلك ننتقد، النقد البناء، لنصوب، لأن التبعية العمياء مجلبة للجهل، وأكثر من يؤازرون العهد هم من لا يمالقون ويمالئون، ودأبنا في "الثائر" كان وسيبقى البناء لا الهدم وعدم الانسياق إلى ما تفرضه علينا السياسة، ومن هنا نخلص لنقول أن فلسفة القوة هي التواضع، بما يفرض من مسؤولية تبقي رئيس البلاد راعيا لجميع القوى السياسية في لبنان، وعلى مسافة واحدة من الجميع.