تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
مع الروائح المحاصرة لـ " مطار رفيق الحريري الدولي " وانقطاع الكهرباء والأعطال في التكييف، اكتمل ليل أمس وفجر اليوم "النقل بالزعرور" مع توقف نظام تسجيل الوصول وكانت النتيجة فوضى وإذلال، ما اضطر الموظفين إلى إصدار تصاريح الصعود يدويا.
أما الطائرات فبقيت متوقفة من البوابة 1 حتى TMA Hanger، وكان السيناريو نفسه من البوابة 23 حتى القاعدة العسكرية، أما طائرة الإمارات رقم EK956 فحاولت الرجوع، لكنها عادت إلى البوابة بسبب القيود المفروضة على طاقم العمل، كما عادت طائرة أليطاليا AZ827 إلى روما كرحلة بدون ركاب على متنها، وتم إلغاء رحلة شركة طيران الشرق الأوسط ME209 إلى باريس، وأغلقت قوات الأمن المطار ونصحت الركاب بالعودة إلى ديارهم بسبب اكتظاظ في منطقة تسجيل الركاب.
يمكن أن نتصور المشهد: إذلال، طوابير انتظار الطويلة، مرضى مضى وقت تناول أدويتهم، مسنون يتوسلون عونا ومساعدة وأطفال يبكون وسط الزحام، تدافع وفوضى يستحضران صورا فاضحة في بلد مأزوم سياسيا وخدماتيا واجتماعيا واقتصاديا وإنسانيا، بات محط أنظار العالم في عجز صادرته الفوضى وسط إهمال وتسيب، وكأن لا يكفي ما يواجه أبناؤه من تبعات النفايات والتلوث أمراضا ومعاناة، فأي بلد هذا؟
نعلم علم اليقين أن مثل هذه الأعطال تحدث في سائر مطارات العالم، ولبنان ليس استثناء، إلا أنه في حالات الأعطال المشابهة تستعين المطارات بنظام احتياطي، وهو غير متوفر في مطار بيروت، وهذا ما يستدعي تحقيقا لا يقتصر على العطل الذي طرأ على شبكة الاتصالات التابعة لشركة SITA المشغلة لنظام الحقائب والركاب المغادرين عبر المطار فحسب، ما أدى إلى توقف كلي لعملية التسجيل وازدحام في قاعات المغادرة، وإنما حيال عدم توفر جهاز اجتياطي في مثل هذه الحالات، ما يؤكد أن شبهة الفساد لا تطاول فقط الشركة المشغلة، لا بل تطاول حلقة أوسع من المسؤولين.
إن حجم الفوضى لم يشهد مثله المطار من قبل، ما ألحق الضرر بالمسافرين وشركات الطيران التي اضطر بعضها إلى إلغاء الرحلات أو تأخيرها، أو الحجز لركابها في الفنادق والتعويض عليهم، فضلا عن تأثر جداول الرحلات اللاحقة التي طرأت عليها تعديلات وتأخير في مواعيدها، مما سيسب مزيدا من الضرر للمسافرين.
لا يكفي أن تتقدم إدارة المطار من جميع المسافربن بالاعتذار عن هذا التأخير، ثمة مسؤولية لا بد أن يتحملها من هم في مواقع المسؤولية، وألا يكون ثمة "كبش فداء" من صغار الموظفين تمهيدا لـ "لفلفة" القضية، فيما يظل "أرباب الفساد" طلقاء يسمسرون لمشاريع جديدة لا تستجلب إلا المزيد من الفضائح في بلد الفضائح والصفقات المشبوهة!