تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
قيل قديما "خذوا أسرارهم من صغارهم"، وهذا ما يصح في السياسة اللبنانية ومنعرجاتها وزواريبها، فأحيانا كثيرا لا نولي اهتماما بصغار الساسة التابعين، فيما يطالعوننا في لحظة ما بالخبر اليقين، بما أوحي إليهم لإيصاله.
صغار الساسة توصيف لا ينتقص من هؤلاء، بدليل أنهم لو ترشحوا إلى الانتخابات النيابية دون أن يستقلوا "كاسحات الطرق" الطوائفية، لما حصلوا إلا على النذر اليسير من أصوات "رفع العتب"، ومن باب عدم استشعار الأقارب والأصدقاء الحرج في ما لم يقترعوا ويلونوا أصابع اليد بحبر الانتخاب.
في حاضرة السياسة اللبنانية ثمة أكثر من "جهينة" تنبئنا بـ "الخبر اليقين"، وهكذا أنبئنا من "جهينات" السياسة بيقين تعثر الحكومة، وبرفض الصيغة المقترحة التي رفعها الرئيس المكلف سعد الحريري لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وبدا واضحا أن المطلوب الآن - إذا ما أخذنا في الاعتبار أيضا تسريبات و"تنغيمات" أكثر من "جهينة" - إحراج الحريري فإخراجه، واستهلاك المزيد من الوقت، خصوصا بعد ربط التأليف بمعركة إدلب في سوريا وما تشهد من تراشق وشد حبال بين الروسي والأميركي والتركي والإيراني، وأي "جهينة" يريد تزيين الواقع بخلاف ذلك، فليحترم عقول اللبنانيين وهي عصية على المصادرة.
كما نعلم ضمنا أن المشكلة لا يمكن تحميل نتائجها للرئيس عون، وهو القابض على جمر المرحلة، من ملف الحكومة إلى غيره من ملفات شائكة ومعقدة، وثمة ضغوطات أكبر مع ما نشهد من انقسام لم يظهر إلى العلن، باستثناء موقف "التيار الوطني الحر" الصادر بعد اجتماع تكتل "لبنان القوي" الذي وصف الصيغة الحكومية بأنها لرفع العتب، مع حرصه على الإشارة إلى انه يريد حكومة، ولكن غير مستعد ليكون شاهد زور دستورياً وديموقراطياً.
وإذا أخذنا في الاعتبار رفض الرئيس عون للمماطلة أكثر، ورفض الصيغة المقترحة من الرئيس المكلف، فسنكون أمام احتمالين، الأول فتح باب النقاش لإجراء تعديلات ممكنة على التوليفة الحكومية، للخروج من مأزق التأليف، وهذا دونه صعوبات حاليا لاعتبارات وأسباب غير منفصلة عن لعبة الأحجام، والثاني إقدام الرئيس الحريري على الاعتذار.
وإذا لم تصطلح الأمور في غضون الساعات والأيام القليلة المقبلة، فسيكون الاحتمال الثاني راجحا، وبالانتظار نترقب ما سيكلف بإيصاله صغار الساسة، على أساس ان "لدى جهينة الخبر اليقين".
قمة السقوط أن تمارس السياسة بالتورية عبر سياسيي الصف الثاني والثالث، في ما يبدو وكأنه تصفية حساب بين الحريري وخصومه السياسيين المستفيدين من إشكاليات التمثيل والحقائب والحصص!