تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
مع استمرار السجال وثبات سائر القوى على مواقفها، ومع ترسخ حالة الانتفاخ والأحجام المتورمة من "داء سياسي" أبعد ما يكون دليل صحة، فيما العافية الوطنية معدومة، بات ثمة شبه قناعة أن الحكومة العتيدة و"العنيدة" لن تبصر النور قبل العالم 2019، وستكون ولادتها في الشهر التاسع من حمل متعثر ومتعسر، يتطلب مثبتات جنينية كي لا نجد أنفسنا أمام حكومة خديج تتطلب بعد الولادة رعاية في حاضنة محلية ودولية.
هذا ما يمكن استنتاجه في سياق اللحظة، ذلك أنه لم يسجل إلى الآن أيّ جديد إيجابي على جبهة التأليف الحكومي، وهذا ما دفع مصدر سياسي بارز لتظهير تشاؤمه عبر "الثائر" althaer.com، قائلا أنه "في ظل المناخات غير المطمئنة فإن التعقيدات الحاضرة تهدد بترحيل ولادة الحكومة الى مطلع العام 2019".
ما يعزز هذه المخاوف، وفقا للمصدر، أن "أيا من الفرقاء ليس في وارد تقديم تنازلات وخفض سقف شروطه ومطالبه"، مؤكدا أن "تأخر ولادة الحكومة في الأساس أسبابه داخلية ولم يتطور العامل الإقليمي إلى مستوى القدرة على التعطيل، على الأقل حتى الآن".
وخلافاً للأجواء الإيجابية التي أشيعت عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري متفائل بتأليف قريب للحكومة، أشارت المصادر إلى أن الرئيس بري استغرب إدراجه في صفوف المتفائلين، وهذا ما أكد عليه الرئيس بري لجهة أنه ما زال ينتظر ما سيستجد على مستوى الحراك الجديد الذي بدأه الرئيس المكلّف، قائلا: "ما زلت آمل في أن تتقدم الامور، وأخشى من أنه إذا لم يحصل تطور إيجابي من هذا الحراك فإن الامور ستطول اكثر هذه المرة والى فترة بعيدة".
في المقابل، لم يتم التداول بمخارج قابلة للحياة، مع استمرار التكتم على شكل ومضمون المقترحات الجديدة التي تحكم حراك الرئيس المكلف، ومن هنا، سيبقى لبنان رهينة الانتظار والمراوحة، وهذا ما سيبقي الساحة الداخلية مشرعة على مجهول المفاجآت، مع تفاقم وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية أكثر، دون إسقاط العوامل الإقليمية وقد بدأت تشهد فصولا جديدة من الصراع الاقتصادي المفتوح على احتمالات الحرب.
في ما تقدم، سيكون اللبنانيون مغرقين في التفاؤل مع ولادة الحكومة في مطلع العام 2019، ذلك أن التشاؤم، وفقا لما هو واضح حتى اللحظة يعني الانتظار إلى أعتاب العام 2020 أو ربما أكثر!