تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ادى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب صلاة عيد الاضحى في مسجد لبايا في البقاع الغربي، والقى خطبة العيد التي تحدث فيها عن معاني الحج "الذي يشكل مدرسة روحية توحيدية تعلمنا التضحية والاباء والانتصار على الاهواء والشهوات وتهذيب النفس وتنمية الوعي، فهو رحلة روحية عبادية تمثل مسيرة الانبياء في الدعوة الى توحيد الله ومحاربة الكفر والشرك ومواجهة الشر الذي يمثله الشيطان، فهذه الشعيرة المباركة تشكل دعوة للوعي وترسيخ الايمان في مواجهة الاساطير والخرافات والمتاجرين بالدين والمستخفين بعقول الناس".
وهنأ المسلمين واللبنانيين بعيد الاضحى المبارك "الذي يدعونا الى تجديد الايمان والايثار وتنمية روح المسؤولية في العبادات والمعاملات من خلال التعامل بصدق واخلاص سواء في الشأن العام او الخاص، من هنا فاننا نرى ان موقعنا الطبيعي كمؤمنين رساليين واعين لقضايا امتنا وشعوبنا مع الحق والخير والصلاح في مواجهة الباطل والظلم والشر الذي يتجسد في ايامنا بالمشروع الاستعماري الذي يريد اخضاع شعوبنا واغراقها في الفوضى والفساد والنزاعات وتهويد فلسطين ومحاصرة الجمهورية الاسلامية الايرانية في عقوبات ظالمة تكشف عن نكوث الادارة الاميركية بالعهود والمواثيق فضلا عن التدخلات الاستعمارية في الشؤون الداخلية لبلادنا ودولنا، ناهيك عن بث الفتن واثارة النعرات المذهبية وفق القاعدة الشيطانية فرق تسد".
واكد العلامة الخطيب "ان مواجهة هذه الاخطار تستدعي منا تنمية الوعي والاحساس بالمسؤولية الرسالية التي حملنا اياها الله لنكون خلفاءه في الارض نعمرها بالعدل والانصاف والخير والصلاح، فننحاز الى محور الخير نحتضن شؤون المستضعفين والمحرومين والفقراء والمساكين، ندافع عن المظلومين وننتصر للحق ونحارب الباطل، من هنا فاننا ننحاز الى قضايا الناس في لبنان الذين انهكتهم سياسة الاهمال والتسويف واغراق البلد في الديون وفوائدها خدمة للفاسدين والمرتشين حتى بات اغلبية اللبنانيين يعانون الفقر والحاجة، لذلك فاننا نعتبر ان تشكيل حكومة وطنية ضرورة وطنية لتحقيق الاستقرار السياسي والمعيشي والاجتماعي والاقتصادي الذي وعدنا به السياسيون ابان الانتخابات النيابية، فلا يجوز التسويف والمماطلة واضاعة الوقت في تشكيل هذه الحكومة، فجوع الناس ورعاية شؤونهم وتوفير استقرارهم لا يحتمل التسويف، ومما يؤسف له ان العقدة الابرز في تعطيل التشكيل تتأتى من تدخلات اجنبية، تريد ايجاد شرخ بين المقاومة وبيئتها وتهدف الى دفع الناس الى الفوضى التي يتحمل مسؤوليتها من يملكون الحل والربط، فالجوع كافر والناس لن تسكت على حقوقها في العيش الكريم والاستقرار الاجتماعي والمعيشي، وشعبنا المقاوم المنتصر على الارهابين التكفيري والصهيوني، اثبت في الانتخابات النيابية انه اهل وفاء لجيشه وشعبه ووطنه ويملك من الوعي ما يجعله في موقع المنتفض على سياسة الخضوع لاي املاءات خارجية تريد تعطيل الحياة السياسية في لبنان".
وتابع: "نحن اذ نبارك جهود الحريصين على مصلحة البلد ومبادراتهم المشكورة لتشكيل حكومة وطنية تعكس نتائج الانتخابات النيابية، فاننا ننوه بجهود الرئيس نبيه بري في تقريب وجهات النظر وتبنيه الخيار الوطني الذي يحفظ مصلحة لبنان التي نراها في علاقات وطيدة مع الشقيقة سوريا من منطلق مصلحة لبنان في التعاون المشترك بين الدولتين لتصدير منتوجاته وتسهيل عودة اللاجئين السورين الى بلدهم فضلا عن مساهمة لبنان في اعادة اعمار سوريا، فسوريا كانت ولا تزال شريكا في محاربة الارهابين الصهيوني والتكفيري، وهي دولة صديقة وشقيقة حليفة وجارة قريبة يربطها بلبنان علاقات اخوية بين الشعبين ومصير مشترك في مواجهة العدو الصهيوني".
وحيا العلامة الخطيب "تضحيات الشعب الفلسطيني في تصديه البطولي لمحاولات اخضاع ارادته للتخلي عن المقاومة والانتفاضة التي اثبتت التجارب انها طريق تحرير فلسطين وانقاذ مقدساتها وعودة ابنائها اللاجئين الى ديارهم، فالمقاومة في لبنان حررت جنوبه والمقاومة في فلسطين حررت غزة، وهي وحدها القادرة ضمن محور المقاومة في المنطقة على اعادة فلسطين الى اهلها وشعبها، لذلك فاننا نبارك كل تحالف وجهد يقوي محور المقاومة في مواجهة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية ضد ايران وسوريا والعراق وفلسطين، ونطالب شعوبنا العربية والاسلامية بوعي الاخطار المتأتية من تخليها عن دورها في دعم الشعب الفلسطيني والانتصار لقضية العرب والمسلمين الاولى، وفي الوقت عينه نطالب كل الفصائل والقوى الفلسطينية بنبذ الخلافات والتلاحم في خندق مواجهة الاحتلال الصهيوني".
وختم الخطيب: "نبارك لحجاج بيت الله حجهم وسعيهم ومناسكهم، ونسأل الله ان يتقبل اعمالهم ويعودوا سالمين الى اوطانهم، ولا ينسوا اهلهم وبلادهم من صالح الدعاء، فيبتهلوا الى الباري عز وجل ان يعفو عنا ويرحمنا ويصلح حالنا وان يحفظ اوطاننا من شر المستعمرين والفاسدين والظالمين لتكون امنة مستقرة تنعم بالسلام والاستقرار، وقد تخلصت من كيد الغاصبين والظالمين المتربصين بها شرا".