تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
* " فادي غانم "
أكدت الأشهر الثلاثة الماضية أن منسوب أحلامنا كلبنانيين تراجع كثيرا، وبلغ مستويات خطيرة على سلم درجات السعادة والرفاه والأمل، وبات أقصى الأحلام "حكومة" لن تنتج بالتحاصص إلا ما يبقي أزماتنا حاضرة، ونكاد نفقد الثقة بحاضر ومستقبل، وبأننا قادرون على بناء دولة لا تصادرها الأهواء والمصالح، دولة تعبر عن بديهيات حقوقنا في المواطنة، في حقنا أن نحيا كما دول العالم بفضاء الحرية لا النزوات، والديموقراطية لا التوافقات الظرفية، والعدالة لا الاستنساب ومراعاة الخواطر وتكريس المحسوبيات، والمساواة لا الظلم والفوضى.
حتى الآن، يبدو أننا ممنوعون من الحلم أبعد من صحارينا القاحلة، ومحكومون بالانتظار للاشيء، إلا إذا اعتبرنا توزير فلان أو علان "إنجازا وطنيا"، و"مأثرة" تمهد لبناء دولة قوية قادرة، مسيَّجة بالدستور ومحمية بالقانون.
إلى هذا الدرك تهاوت الأحلام وذَوَتْ، ولا ما يبدد خيباتنا، فيما الأزمات تلاحقنا، وأنّـى توجهنا تطالعنا النفايات و"يلفحنا" بدل الهواء المشبع برائحة الصنوبر والشربين والأرز دخان المزابل المشتعلة، لا نجروء على الدنو من شاطىء استقرت عند أمواجه مصبات الصرف الصحي، والآتي أعظم مع تشريع محارق الموت، ومع استمرار الفلتان الأمني والسلاح في أيدي المواطنين يحصد الأبرياء بمناسبة أو غير مناسبة، ومع تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي، وتخلفنا في قطاعات الصحة والطبابة والاستشفاء وضمان الشيخوخة، واستمرار التعديات على ما بقي من ثروات طبيعية تصادَر لصالح الكسارات والمقالع والمرامل، ونحن أعجز من أن ننظم قطاع المقالع والكسارات.
أحلامنا مساحات خضراء في وطن يغرد بعيدا من سرب العصبيات الطائفية والمذهبية، وطاقات متجددة لا تلوث ولا تُسمِّم وتهد وتدمِّر، وفرص عمل تضع حدا لهجرة شبابنا، واستدامة تتيح للطبيعة تجديد مواردها، وأحلامنا أيضا فسحة أمان اجتماعي توازي بين الحقوق والواجبات.
تراجع منسوب أحلامنا ولا آفاق نرنو إليها، ضاق مجال الرؤية، وما عدنا نملك إلا الصلاة سبيلا لتشكيل حكومة، ولا نطمح بأكثر، كي لا نتأكد أن لبنان سائر نحو المجهول في بحر عواصف المنطقة!
*الحاكم السابق لجمعية أنيدة الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"