تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
أقصى التوقعات مهزلة وأدناها مهزلة، مع حكومة مهزلة ومن دونها مهزلة، خيبة تعقب خيبة، الكل مصاب بداء النفخ والانتفاخ، الكل متورم، حجما وتمثيلا، حتى غدا الورم مرضا لا فكاك منه ولا شفاء، ولا ارتجاء أملٍ غاب وأحلام ضَمُرت حتى الهُـزال.
ما تزال تحاصرنا "بارانويا" المواقف ويستحكم "الذهان" المتأصل في فكرة أن لبنان قِبلةَ العالم، وأنَّا سبقنا بني البشر وصدَّرنا حرفاً وصبغنا أرجوانا، فيما نعاني أمِّـــية متأصلة في لاثقافة اللحظة، ننتظر خمسين ألف فرصة عمل، ونقتني الدجاج في مؤسسة رسمية وننتج بيضا ونفقس الصيصان، والكهرباء 24/24 ونشرع المولدات الخاصة كأمر واقع، ننظم الفوضى وتقاعس الدولة.
تُلَــــوِّثُنا السياسة، وتحيلنا شهود زور ومجرد "كومبارس" على مسرح آيل للسقوط، بأن سلمنا أمرنا لمن يمعن اليوم في نكء جراحَ ما اندملت، وغرائز قابلة للانفجار والتمظهر خلف متاريس المواقف وفي خنادق الماضي القريب والبعيد، ويتقاسمنا الجميع قطعانا وجماعات، نضفي هالة من قداسة على زعماء الصدفة في بلد الصدف القاتلة، ونشرع السبيل لعبادة مسؤول وكأنه ظل الله على الأرض!
ندعي أننا نمارس حقا ديموقراطيا في تشكيل حكومة، فيما نستدعي الخارج ليفصل بيننا، والخارج مد اليد إلى "خرج" الدولة والكيان وقَوِيَتْ شكيمته، وسيفرض علينا معادلات أحلاها مر، ونحن لسنا أكثر من كرة في مسرح الكبار ومصالحهم، من يستقوي بدولة يوجه دعوة للآخر للاستقواء بأخرى، وحده "العناد الوطني" لم يتغير، ثابتون على قناعة بأن ديوك الأمة يشرق الصباح كرمى لها!
سخَّفتنا السياسة ونحن ننقل وقائع المهزلة، نحاصر بها الناس، ونجتهد في استجلاء مستجدات مملة، ووقائع تأصل فيها حب كل شيء إلا لبنان.
نعم مهزلة... و"دمعة" على السطر!