تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا نعرف في حدود الأعراف والتقاليد على مستوى الدول معنى أن يمضي مسؤولو بلد ما عطلة أي عيد أو مناسبة، فيما هذا البلد يعيش أزمة بمستوى تشكيل حكومة، فضلا عن أزمات داخلية جلها يتطلب متابعة حثيثية تفترض تأجيل النقاهة (لا إلغاؤها)، على الأقل تضامنا مع مواطنيهم، ومن باب التشارك معهم في المعاناة ليس إلا!
وإذا سلمنا جدلا أن روزنامة المسؤول تضم عادة قائمة حافلة بالعطل والإجازات للترفيه والاستجمام، فماذا عن المواطن الذي حرمه السياسيون من أدنى وأبسط حقوقه، لا بل وصادروا أعياده أيضا؟ ومن ثم ما معنى أن ينعم المسؤول بفسحة من هواء نظيف فيما المواطن محكوم بروائح النفايات ودخان اشتعالها المحمل بالسموم القاتلة والمسرطنة؟ وكذلك ما معنى أن ينعم مسؤول بشاطىء لازوردي في بلاد الله الواسعة فيما شعبه يغوص في شواطىء ملوثة بالصرف الصحي والنفايات؟
كنا نتوقع وبعد ما يدنو من ثلاثة أشهر أن تكون الحكومة قد اكتملت بحقائبها، لا أن يحزم المسؤولون حقائب الاستجمام والنقاهة، وكنا نتمنى لو أن أولي الأمر تقاسموا مع من اصطفوا في طوابير ليجددوا لهم الولاء في انتخابات الربيع الماضي القليل من شظف العيش في صيف حاضر بأزماته، إلا إذا كانت الأزمة طويلة ومرشحة لخريف وشتاء.
باختصار، حقائب سفر الاستجمام والنقاهة والترفيه والسياحة تتقدم على حقائب الحكومة ، وما على المواطن إلا الانتظار، وكل الخوف أن لا يعود أمامه إلا حزم حقائب الهجرة ليعيش فصولا من الذل والهوان تظل أشد وطأة من إذلاله على يد ذوي القربى في وطن ضن عليه برغد العيش وقليل من كرامة!