تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
هل دخلت سوريا على خط تشكيل الحكومة؟ وهل ما سمعناه من بعض حلفائها بالأمس القريب يعبر حقيقة عن موقفها لجهة أن لا "حكومة في لبنان لا ترضى عنها دمشق"؟ وهل نحن على أعتاب مرحلة جديدة مشرعة على أزمات المنطقة؟
هذه الأسئلة وغيرها طفت على سطح الأزمة مع تعثر التأليف لنحو ثلاثة أشهر، ولا سيما في اليومين الماضيين، لنتأكد أن أسباب الاقتتال الداخلي تتخطى الحكومة وتوزيع الحقائب بين سيادية وخدماتية، فهذه الأسباب وإن كانت حاضرة أساسا إلا أنها ستغدو تفصيلا حيال تشريع الأبواب الداخلية لأهواء ومصالح قوى إقليمية بدأت تطل برأسها مستفيدة من السجال الداخلي، ومن عجز اللبنانيين عن إدارة شؤونهم، وإلا بماذا نفسر عدم القدرة على تشكيل حكومة لم تكن ولادتها تتطلب أكثر من ساعات وأيام!
إذا ما نظرنا إلى التطورات المتسارعة داخليا، نجد أن انقساما بدأ يتمظهر بين فريقين، الأول رافض جملة وتفصيلا لأي تدخل سوري من بوابة التأليف، والثاني يرى أن الأمور لا يمكن أن تحل مع عدم التطبيع مع سوريا، ويغمز من قناة الرئيس المكلف سعد الحريري، علما أن استحضار هذه الأزمة سابق لأوانه، بمعنى أن تشكل الحكومة أولا، ومن ثم يصار إلى بحث كل ما هو عالق مع الجانب السوري، وفق صيغ محددة تحفظ للبنان حدا أدنى من سيادته واستقلاله.
وفي هذا السياق أبدى مصدر على صلة بحيثيات التأليف لـ "الثائر" althaer.com مخاوفه من أن "يصبح المانع الأساسي لولادة الحكومة متمثلا في دخول سوريا على خط الأزمة"، منوها إلى أن "دمشق بدأت تلوح بفرض أسماء وزراء بعينهم محسوبين عليها"، وأشار المصدر إلى أن "هناك أمورا بدأت تتكشف لجهة التناغم القائم بين سوريا وإيران وحزب الله"، لافتا إلى "اننا نتفهم طبيعة هذا التناغم وموجبات الإقليمية لكن من التهور توظيفه في الشأن الداخلي اللبناني".
أما في وجهة النظر المقابلة، فأشار مصدر متابع لـ "الثائر" althaer.com إلى أن "لبنان محكوم بسقف العلاقة مع سوريا"، مؤكدا أن "الأمور يجب أن تسلك طريقها لتطبيع العلاقات لأنها تمثل مصلحة لبنان السياسية والاقتصادية"، واعتبر أن "العلاقة مع سوريا تمثل المعبر الرئيسي للاستقرار لأن لبنان ليس منفصلا عن محيطه الأقرب".
بين وجهتي النظر المتقابلتين، نتأكد أن المعادلات الإقليمية بدأت تطوق لبنان، والمطلوب في هذا المجال، ولا سيما من " حزب الله "، وبحكم الموقع والدور، تبديد مخاوف فريق كبير من اللبنانيين، أخذا في الاعتبار أن ثمة مخاوف حقيقية من أن يفرض الحزب حضوره الإقليمي في معادلات الداخل!