تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بات واضحا شكل الحكومة العتيدة المقبلة، إن طالت فترة التأليف أم قصرت، فالمكتوب يُقرأ من عنوانه، وأقصى الطموح التحاصص واقتسام الحكومة وزارة وزارة، ليس هذا فحسب، فالأجواء التي رافقت وما تزال عملية التأليف ستكون حاضرة داخل الحكومة أيضا، في عملها، في مهامها، وفي الملفات المولجة معالجتها، وسنشهد فصولا من التناكف لن تفضي إلى أكثر من تصريف أعمال، بحيث لن يتغير شيء في مسار التنمية والتصدي للأزمات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.
حكومة مكبلة قبل أن تولد وتبصر النور، فالعقبات الماثلة أمام التأليف تعبر عن أزمة سياسية أبعد بكثير من استحقاق بعينه، والمشكلة أن المعالجة تقتصر على الأعراض عبر المسكنات والمهدئات ولا تطاول أسبابها، ولم نتيقن بعد، برغم تعمق الأزمات منذ عهد الاستقلال، أن نظاما طائفيا لا يمكن أن ينتج ازدهارا وتنمية وتطورا، وما شهده لبنان في ستينيات القرن الماضي من نهضة عمرانية واقتصادية ومالية، كان نتاج صدفة "تاريخية" لن تتكرر، صدفة بحكم الموقع الجغرافي، وهامش من حرية وسط دول تحكمها ديكتاتوريات عسكرية.
لا يمكن لنظام طائفي أن يتقدم ويتطور، هذا ما أكدته أوروبا قبل أن تدخل عصر التنوير في القرن الثامن عشر، وتحرر العقل من موروث الدين (في الجانب المتعارض مع العقل والعلم) والمعتقدات الغرائزية، بمعنى الفصل بين الثيوقراطي والدنيوي، ولذلك نهضت أوروبا محصنة بعلمانية لم تلغ البعد الإيماني للقارة العجوز بل حصنته بمنظومة من الأفكار والقوانين، وتخطت إرث القرون الوسطى.
ما زال لبنان يمثل نموذجا غير قابل للحياة، وغير قادر على المضي قدما نحو العصرنة، وهذا أحد أسباب تخلفه، حتى بات أعجز من أن يواجه ملف وأزمة النفايات وإدارة موارده بدل نهبها واستنزافها.
حكومة ممثلة للطوائف لا يعول عليها، ولن تكون بأفضل من سابقاتها، وصار لزاما الاعتراف أننا نواجه أزمة نظام لا أزمة تفصيلية متصلة بعدد حقائب الطوائف في مجلس الوزراء!