تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
–محرر الشؤون السياسية
أقصى ما ستفضي إليه حركة المشاورات الجديدة في ملف تشكيل الحكومة ، لن يتخطى رمي حجر في بركة مياه راكدة، لنعود ونشهد مرحلة من السجالات واللقاءات ستكون أشبه بدوامات لا أكثر، أي دون آفاق واضحة، وبمعنى أدق، فإن رحى التأليف تدور على فراغ ولا حنطة يمكن أن ينعم اللبنانيون بخبزها قريبا، وكأن طاحونة الفراغ تستهلك الوقت وتستهدف زمنا مقتطعا من يوميات اللبنانيين، كان من الأجدى توظيفه في معالجة أزماتهم المرشحة للتفاقم... والشارع!
كل ذلك لن يمهد لتحويل المواقف أفعالا تسرع التأليف، ذلك أنه من دون ترجمة عملانية للحراك المتوقع أن يشهد حلقة أوسع من المشاورات في "الويك إند" السياسي ومطلع الأسبوع المقبل لا يمكن إحداث خرق حقيقي يمهد لبلورة تشكيلة حكومية قابلة للحياة، من هنا، فإن الأمور بحاجة إلى المزيد من الوقت لاستكمال التشاور وإطلاق جملة من مقترحات جديدة يتبناها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
وفي ضوء المستجد من معطيات، من المتوقع أن يحمل الرئيس الحريري ملفا جديدا الى قصر بعبدا ومناقشته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بداية الأسبوع المقبل أو في أيامه الأولى على أبعد تقدير.
وبحسب ما يتم التداول به في كواليس الاتصالات، فإن الحريري يقارب أزمة تمثيل "القوات اللبنانية"، دون البحث في العقدة الاشتراكية، فضلا عن أن الطرح القديم الجديد حول إعطاء القوات أربع حقائب لا يزال مطروحا مع تطوير بالحصة من دون أن تبلغ مستوى السيادية أو نيابة رئاسة مجلس الوزراء، ولذلك تساءلت بعض الجهات المعنية بمسار التأليف: هل يقبل رئيس القوات الدكتور سمير جعجع؟
كل المؤشرات تؤكد إلى الآن أن "القوات اللبنانية" ما تزال على موقفها لجهة أن الكرة اليوم في ملعب "التيار الوطني الحر"، وأشارت مصادر مقربة من حزب "القوات اللبنانية" لـ "الثائر" althaer.com أنه "لا بد من إعطائنا ما هو حق لنا والاعتراف بهذا الحق وترجمته".
في المقابل، تشير المصادر إلى أن هناك صيغا عدة مطروحة من الرئيس المكلف، وجميعها قيد البحث، فضلا عن أن ثمة توجها لتوليف توازنات حكومية شبيهة بالحكومة الحالية، لكن مع بعض التعديلات، واستبعدت المصادر عينها أن "تعالج الأمور بسهولة ودون مشقات كونها تحتاج إلى المزيد من الوقت".
وإذا ما أخذنا في الاعتبار مواقف سائر القوى، يتجلى بوضوح أن ثمة مزيدا من الوقت سيهدر، وسيظل لبنان محكوما بطاحونة الفراغ، أي أن المدى سيظل مشرعا على صخب وضجيج لا ينتج طحينا، أي أن لا "خبز" حكوميا في المدى القريب!