تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- أكرم كمال سريوي
هدأت النفوس بعد تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التي دعا فيها الى الترفع فوق زواريب الطائفية، واعتماد لغة الحوار والتعقل وملاقاته من قِبل النائب في التيار الوطني الحر العميد شامل روكز في الدعوة الى العقلانية والحفاظ على مصالحة الجبل، مذكراً بما نقله جنبلاط عن رئيس الجمهورية من حرصٍ على هذه المصالحة.
لطالما كان العميد روكز عقلانياً ومتزناً، وخطابه الهادئ وتجاوبه مع دعوة وليد جنبلاط تبني الوطن ولا تهدم دعائمه كما يفعل بعض الموتوريين.
أما ما صدر ويصدر عن هذا البعض من تغريدات وفيديوهات تكسير الرؤوس ونبش القبور والتهديد والوعيد وهدر الدماء، فأقل ما يقال فيها انها تُعبّر عن عدم اتزان عقلي ومحاولة تسجيل بطولات وهمية تصدر عن أشخاص لا علاقة لهم لا بالشجاعة ولا بالبطولة، ولم يخوضوا غمار الميدان يوماً، وهم ليسوا أكثر من مستغلين لوسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ مآربهم وغاياتهم الشخصية، وما شتائمهم سوى تعبيراً عن ضعفهم وعدم قدرتهم على الحوار المنطقي والعقلاني وكل هذا ينم عن جهلٍ في كل شيء، جهلٌ في السياسة التي ترتكز الى الحوار والدبلوماسية.
جهلٌ في الواقع اللبناني الذي يستند إلى غنى التنوع والتعددية التي تتطلب الحوار والديموقراطية وتُناقض التفرد والتسلط والشمولية، وجهلٌ في القيم الإنسانية والأخلاق التي تحدّث عنها كمال جنبلاط في كتابه "أدب الحياة".
فإلى جميع أبطال مسرحية الشتائم نقول كفى، فلا احد يحتاج الى عبقريتكم وبلاغتكم، فاحتفظوا بها لأنفسكم، وإذا شئتم ادخلوا الى غرف مغلقة واصرخوا قدر ما تشاؤون، لكن دعوا السياسة ولبنان وشعبه وطوائفه الى العقلاء والحكماء، فلبنان يحتاج الى البناء والوحدة ولم الشمل ولغة العقل والمنطق السليم.
لقد اختبر اللبنانيون الحرب والإنقسام والإنعزال والعزل والتخوين، وكلها لم تجلب لشعبه سوى الخراب والقتل والدمار والتهجير والفقر والفساد والديون التي باتت تهدد مستقبله.
كفى بطولات وهمية وأنتم قابعون في غرفكم السوداء غير مبالين بالضمير ومكبلين بالحقد والبغضاء ويعميكم الجهل والتعصب، وتنشرون على صفحاتكم كل ما حوته نفوسكم من ضغائن وسفاهة.
إن التواصل يحتاج الى قلوب بيضاء وأيادٍ نظيفة، ولبنان وشعبه يحتاج الى عبقرية الكلمة الطيبة والمحبة.
والى كل اللبنانيين نقول لا تدعوا قلةً من الشتّامين تقودكم الى الهاوية، ولا تدعوا الغرائز تغلب العقل لديكم، فلبنان يحتاج الى جميع ابنائه، ويحتاج الى اخلاصهم وتعاونهم ووحدتهم، ويحتاج الى العدالة والمساواة والأخلاق والقيم السامية ونبذ التفرقة والتعصب والتمذهب، ويحتاج الى عباقرة في الاقتصاد والصناعة والزراعة والتربية والتعليم والفكر والأدب، يحتاج الى ابطال حقيقين ولا يحتاج لبنان وشعبه الى الشتامين.
فكفى بطولات وهمية مزعجة تحط من قدركم ومقامكم وتؤذي مسامع العاقلين.
والتحية الى روح كمال جنبلاط، وتعلموا من كتابه أدب الحياة.