تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لبنان يطوى الشهر الثاني بلا حكومة، وفي المحصلة لا شيء تغير، ولا شيء سيتغير، وكي لا يأخذنا الوهم في متاهة التنظير نقول، لا نتوقع من حكومة الحصص والتوازنات الظرفية اجتراح المعجزات طالما أن لبنان تُدار أموره ليس في كونه دولة، وإنما في أنه ما يزال في حدود بعيدة "شركة مساهمة" بين طوائفه ومذاهبه مزيّنة بدستور وعلم ونشيد، وإلا كيف نفسر هدر أكثر من ستين يوما في التراشق والمشاورات؟ وكيف نوصِّف العقم السياسي كحالة راسخة تحيلنا دائما إلى أسئلة وهواجس؟
لم يقارب أولو الأمر المخاطر المحدقة بلبنان، وتشكيل الحكومة قائم على إيقاعات روسية لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم، فيما المنطقة تعيش أجواء تهديدات إيرانية بإقفال باب المندب، وأنباء استرالية عن تقرير استخباري يتوقع قرب هجوم اميركي على المنشآت النووية الايرانية، وترافق ذلك مع إعلان الرئيس الروسي إستعداده لزيارة واشنطن، داعيا الرئيس الاميركي لزيارة موسكو.
وفي خضم التطورات الخارجية حذر الوزير محمد الصفدي من انعكاس إقفال باب المندب في حال حصوله على دول المنطقة ومن بينها لبنان، في وقت نقل عن الرئيس بري تشديده على أهمية تشكيل الحكومة خلال ثمان وأربعين ساعة.
نحن بأمس الحاجة لإعلان تشكيل الحكومة، ليس لأننا مقتنعون أن أزماتنا الداخلية ستشهد انفراجا، وأن ثمة من سيقطع دابر الفساد، فمثل هذا الوهم لا يراودنا، والحكومة المقبلة لن تكون بأكثر من حكومة تصريف أعمال، يقينا منا أن مشكلاتنا الماثلة هي نتاج تعاقب حكومات أصيلة منذ سنوات طويلة.
يبقى تشكيل الحكومة حاجة لنؤكد للعالم أن لبنان حاضر كدولة قوية، كي لا ينفذ الأوصياء الخارجيون (وهم جاهزون) إلى تفاصيل عجزنا.
ما نحتاجه في هذه اللحظة الإسراع في تشكيل الحكومة لإحدث صدمة إيجابية وسط ما تشهد المنطقة من توترات لا أحد يعلم ما إذا كانت ستفضي إلى حرب لا تبقي ولا تذر، وكي لا يستشعر العالم أن لبنان دولة تصريف أعمال... لا أكثر!