تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بدأنا نشهد تداول "مفردات" لم تكن معروفة من قبل في لغة الخطاب السياسي، وأكثر ما استوقفنا أمس مفردة "مقاهرة"، وأن فلانا "مقهور" من أمر ما، وإذا ما استمر التأخر في تشكيل الحكومة أسابيع إضافية، فسنجمع "مفردات" جديدة تضاف إلى القاموس السياسي في لبنان، على شاكلة "المحكمة الدولية وصرمايتي سوا" و"اللي طلع الحمار على الميدنة ينزلو" و"طهر نيعك" و"سد بوزك" وغيرها الكثير، وهي جميعها تدل على "بارانويا" مستحكمة ومستفحلة، وأن "الخسة تكبر في رأس" أهل السياسة.
بات في إمكان أي باحث الإعداد من الآن لإصدار الجزء الأول من "قاموس الشتائم السياسية في لبنان"، والفكرة فريدة وغير مسبوقة، كما يمكن لهذا المعجم أن يوثق لمرحلة تاريخية معينة في تاريخنا المعاصر، فالشتيمة جاءت في سياق موقف سياسي، بدءا من مرحلة الاستقلال إلى الآن.
في أوج الخلاف بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، على خلفية وصف الأخير الرئيس بري بـ "البلطجي"، تداول المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة مصورة من جريدة "النهار"، تتضمن كلاماً لكمال جنبلاط (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الراحل) يصف صائب سلام (رئيس الحكومة الراحل) بأنه: "زقاقي، قزم، مريض، عميل، غدار... باع الحولة لليهود وابتلع أموال ثورة 1958 واستغل المقاصد وقبض ثمن الغدير 3 مرات". ويرد عليه سلام بعنف في الصفحة عينها ويصفه بـ"المخرب الاقطاعي والاشتراكي الزائف والدجال والمتقلّب والمهرج"، وثمة من اعترض على إعادة التذكير بالماضي وصفحاته السوداء، فيما كثيرون رأوا يومذاك أن واقعنا اللبناني لم يتغير، فما يطلقه المسؤولون من أوصاف ونعوت وشتائم هو مرآة لهذا الواقع، وما أقرب اليوم بالأمس.
كلما "كبرت الخسة" في رأس مسؤول، كلما تعرض لسقطات كلامية غير محسوبة، والمشكلة أن كل الفرقاء السياسيين يشتركون في قاسم مشترك هو كبر هذه "الخسة"، والتي غالبا ما تؤدي إلى الشطط وإلى زلات لسان تؤجج الخلافات الداخلية وتبقي البلد رهينة مزاجية سياسية متفلتة من ضوابط وقيود، ومصادرا من أصحاب الرؤوس الحامية وهم يصبون زيت الأحقاد على نار أزماتنا التي لا تحل إلى على قاعدة: "لسانك حصانك..."!