تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كل المعطيات السياسية والميدانية باتت أكثر وضوحا مع بداية انحسار الحرب في سوريا، وما تزال كل الظروف مؤاتية لروسيا من أجل تثمير انتصارها، وصار واضحا أن التعاون الدولي مع موسكو في الموضوع السوري، ولو من خاصرة القضايا الإنسانية، يُعد بمثابة إقرار بانتصار روسيا عسكرياً في حرب استمرت ست سنوات ونيف، لكن هل سيؤدي ذلك إلى فتح المجال للمضي قدما في بلورة حل سياسي؟
تشير أوساط دبلوماسية روسية إلى أن "بداية تعاون الغرب مع روسيا في القضايا الإنسانية وعودة اللاجئين ليس الهدف بحد ذاته، وإنما هو الطريق من أجل مشاركة أوسع لهذه البلدان وغيرها في إعادة الإعمار من أجل توفير الأرضية المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين"، متوقعة مزيداً من الخطوات في المستقبل القريب مع بلدان أوروبية أخرى "مدفوعة بإغراء انتهاء أزمة اللجوء التي ما زالت تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي على رغم تراجع حدتها كثيراً في السنتين الأخيرتين بعد الاتفاق مع تركيا".
في هذا السياق، أفادت وكالة "سبوتنيك" بأن وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن نائب وزير الخارجية، مبعوث الرئيس الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، التقى أمس مستشار رئيس الحكومة اللبنانية جورج شعبان بطلب من الأخير. وطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال، المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري إلى شعبان "التواصل مع المسؤولين الروس، للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي أعلنتها موسكو، في خصوص إعادة النازحين السوريين من لبنان والأردن".
وأفادت الخارجية بأن الطرفين بحثا "الأوضاع الاجتماعية السياسية في لبنان عقب الانتخابات البرلمانية في البلاد في إطار تشكيل حكومة جديدة". وأضافت: "تم التطرق أيضاً إلى مهمة توفير الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، والبالغ عددهم نحو مليون شخص في لبنان وحده، في ظل الجهود المبذولة لتسوية الأزمة السورية في أسرع وقت".
وكان الحريري أثار مراراً مع بوتين مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، يوم اعتبر أن لا حل سياسياً من دون ذلك. كما اعتبر في أكثر من مناسبة، أن التواصل مع المسؤولين الروس لإعادة النازحين أكثر جدوى من التواصل مع الحكومة السورية التي هناك خلاف لبناني داخلي على تطبيع العلاقة معها تحت عنوان إعادة النازحين، كما يطالب حلفاؤها ووزير الخارجية جبران باسيل.
وهذا يعني، مع استمرار التفكك في العلاقات المرافق لتشكيل الحكومة، قد نشهد صراعا محموما بين اللبنانيين، وهذا ما ستترتب عليه نتائج لن تفضي إلا إلى المزيد من التباينات السياسية، علما أن المطلوب في هذه اللحظة تحديد أطر العلاقة مع سوريا كأولوية، بعيدا من أية اعتبارات تراوح بين الاندفاع والتمهل، فالمطلوب قراءة عقلانية تراعي جملة أمور بعيدا من مواقف مرتجلة، وعلى قاعدة مصلحة لبنان أولا!