تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا معطيات دقيقة حول قضية تلوث مياه البحر في لبنان، على الرغم من صدور نتائج جهتين علميتين، الأولى تؤكد أن الشواطىء ملوثة، والثانية ترى أن ثمة تلوثا، ولكن "الوضع غير ميؤوس منه"، وأن هناك مناطق يمكن السباحة فيها.
لنتخيل أن كارثة تلوث البحر حلت في أي دولة في العالم، لكنا شهدنا أولا استقالة الحكومة، لكن مثل هذا الأمر غير وارد في لبنان، فلا حكومة أساسا إلا تلك التي تصرف الأعمال، ولكنا شهدنا أيضا استقالة وزراء البيئة والطاقة والمياه والزراعة، وهذا ما لا يمكن حدوثه في لبنان، نظرا لأن الوزراء هم جزء من حصص الطوائف والقوى السياسية، ولبنان لا يحتمل أي خلل تمثيلي، لكن شعبه يتحمل كارثة تلوث مياه البحر، وهو محصن ضد الأمراض وسائر الملوثات الكيميائية والعضوية.
جاء تقرير مدير عام مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية ميشال افرام قبل اسابيع عدة حاسما لجهة أن كل الشواطىء ملوثة، فيما صدر تقرير الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة أمس ليخفف من وطأة أن يكون البحر ملوثا من الشمال إلى الناقورة.
ما استرعى الانتباه أمس أن حمزة أكد أن "الدراسة لم تشمل عينات من مصبات المياه الآسنة الموجودة بكثافة على طول الشاطئ، وبقرب التجمعات الصناعية، أو مكبات النفايات الصلبة، نظراً لكونها ملوثة ولا تحتاج إلى تحليل"، وفاته الإشارة إلى سبب التلوث، ولا إلى تحديد سبب المشكلة، وعقب المؤتمر الصحافي مباشرة بادر ناشطون إلى تصوير النفايات في بحر صيدا، وقاموا بعرض فيديو صادم على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما قام آخرون بعرض صور لأطفال تعرضوا لطفح جلدي بعد السباحة في مناطق عدة من الشاطىء اللبناني.
إن واقع البحر والشاطىء، وحتى من دون صرف الأموال والوقت لإعداد الدراسات، يتطلب إعلان حالة طوارىء سريعة، ومهما حاول البعض التخفيف من وطأة الأزمة، فإن المؤكد أن اللبنانيون يسبحون في بحر التلوث والنفايات، وللأسف لا خطة طارئة للمعالجة ولا من يحزنون، أما أولو الأمر فمحصنون وليس ثمة من في مقدوره رميهم بالورد والأزهار.
بين حصانة النواب والوزراء السياسية وحصانة المواطن في صحته وحياته، حدث ولا حرج، فدولة تردم شواطئها بالنفايات لينعم أقطابها بمساحات من اليابسة تقدر بمليارات الدولارات، سيقاسمونها لاحقا مباشرة أو عبر الأتباع، لن تكون قادرة على وقف مسلسل تحويل لبنان إلى مكب للنفايات برا وبحرا!