تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
تستمر المراوحة على جبهة تشكيل الحكومة، وإن خرقتها في بعض الأحيان مواقف قد تبدو إيجابية، لكن ما تلبث أن تتبدد لتعيد الأمور إلى نقطة البداية، فالعقد ذاتها، على "الجبهة" المسيحية و"الجبهة" السنية، وكذلك على "الجبهة" الدرزية، وبدا واضحا أن تشكيل الحكومة تخطى إطاره المفترض ليتحول "حربا" يقاتل فيها كل فريق "حقه" انطلاقا من قراءته الخاصة لنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة.
حيال كل ذلك، ورغم بعض الأجواء المتفائلة في إمكانية إعلان التشكيلة الحكومية -بصيغتها الأولى على الأقل - خلال الأسبوع المقبل، إلا أن كل المعطيات تؤكد أن لا حكومة في المدى القريب، وثمة مخاوف حقيقية من أن تنعكس ملفات سياسية على مسار تشكيل الحكومة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تظهير البعض لقضايا كان الأجدى أن يتم إرجاوها لتكون من مهام مجلس الوزراء، ولا سيما منها قضية الحرمان الذي يعاني منه البقاع خلافا لما يشهده الجنوب من استقرار اقتصادي، وهذا ما ساهم في تسعير الخلاف بين النائب جميل السيد من جهة وحركة "أمل" ورئيس مجلس النواب النواب نبيه بري من جهة ثانية، وسط تساؤلات عن الغاية من "زرع" هذا اللغم في غير توقيته الصحيح.
وفي السياق عينه، لا يمكن إغفال أن ثمة ملفات ضاغطة قد تنفجر قبل تشكيل حكومة الأحجام المختلف عليها، وخصوصا ملف النفايات، إذ تكفي جولة على الطريق الساحلي من الشمال إلى الجنوب لتؤكد أن لبنان بدأ يتحول إلى مكب كبير للنفايات، وليس ثمة مبالغة في توصيف هذا الأمر، ومن يراوده الشك في هذا الموضوع، ما عليه إلا أن يسلك الطريق من جونيه إلى خلدة والأوزاعي، بحيث بات الأمر أشبه ما يكون بـ "مغامرة صحية"، ذلك أن سد الأنوف ما عاد يجدي فيما الروائح الكريهة منتشرة على نحو يصعب وصفه، والأمر ليس بأفضل بين صيدا والزهراني ولا في النبطية، ولا في قرى وبلدات قضاء صور، ولا في الجبل وسائر مناطق البقاع وعكار وغيرها.
وأزمة النفايات هي أحد الملفات الكثيرة القابلة للانفجار، إلى جانب الملف الاقتصادي والاجتماعي، فالمشكلات تتطور وتتسارع أكثر بكثير من سرعة تشكيل الحكومة، ولبنان في سباق مع الوقت، وإلا قد تصل الأوضاع إلى نقطة اللاعودة، وربما يُسقط الناس شرعية من اقترعوا لهم إذا ما طالت معاناتهم وقد بدأت تتمظهر في حالة من الامتعاض في ظل الأزمات الخانقة، من النفايات إلى سائر القضايا الاجتماعية والصحية والتربوية والاقتصادية!