تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أصدر اليوم النائب السابق إميل لحود بيانا تناول فيه تشريح الواقع السياسي في لبنان، وحسنا فعل في التصويب على مَواطنِ الفساد، وفي تبني معاناة الناس وهمومهم.
أما تفسيره بأن "ما يجري على صعيد تشكيل الحكومة هو أقرب الى تقاسم مغانم الانتخابات النيابية، مع ما شهدته من تكاذب في الشعارات وتجييش في الحملات وشراء أصوات، وهو أقرب الى حفلة مصالحات على حساب مصالح الناس والوطن، ناهيك عن كشف اتفاقيات تقاسم الجبنة، بينما لا يجد بعض الناس ما يأكلونه ولا مصدرا لسد ديونهم المستحقة على المصارف والمدارس والجامعات"، فلم يحل لحود الأحاجي والألغاز.
لقد أكد النائب السابق المؤكد وكأنه يتبنى ما بات سمة خاصة في المشهد السياسي في لبنان، وأيضا حسنا فعل، فالأمور تتطلب عدم المواربة والقول "كفى" مدوية لأهل السلطة، لكن يتبادر إلى الذهن سؤال: لو حظي لحود بنعمة الانضواء في قائمة انتخابية وغدا نائبا، هل كان سيبقى على موقفه؟ وهذا ما يصح أيضا على جميع من تسنموا مواقع في زمن "الوصاية السورية"، وهم الآن خارج السلطة.
ثم لماذا يصر النائب السابق على "الاستقتال" لتكون العلاقة مع سوريا جيدة؟
الإجابة عن هذا السؤال تؤكد أن لحود لا يقرأ المتغيرات السياسية بعمق العارف والمتابع، لجهة أن جميع السياسيين اللبنانيين يبدون الحرص على استعادة العلاقة مع سوريا بمن فيهم خصومها السياسيين، وليس ثمة عاقل في لبنان لا يرحب بهذا الأمر، والتباين في وجهات النظر يتمثل في كيفية بلورة علاقة لا تعود بلبنان إلى زمن الوصاية، كما أن المقربين من سوريا لديهم تحفظات على عودة عقارب الساعة إلى الوراء، كأن يحكم لبنان مرة جديدة من "عنجر"!
ومن ثم العلاقة مع سوريا ليست مطلبا سياسيا فحسب، وإنما هي مطلب شعبي للعاملين في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة، فضلا عن العاملين في القطاع المصرفي وفي قطاع شركات التأمين اللبنانية، فقد كبدت الحرب السورية لبنان تبعات اقتصادية على مختلف المستويات، فلماذا "الاستقتال" ولا معركة أساسا!؟
وفي المقابل، يقرأ الأشقاء السوريين أيضا المعطيات السياسية المستجدة محليا وإقليميا، وبالتأكيد هم الآن يريدون حلفاء أقوياء، فالأمور لا تحتمل الإتيان بمن يدينون لها بولائهم ولا يملكون حيثية تقريرية، فسوريا مستقبلا ستبحث عن النوعية، وفق معايير تراعي خصوصية لبنان الذي كان له الدور الأكبر في حمايتها من المؤامرات التي خيضت ضدها بستار التكفيريين، هؤلاء المنفصمين عن الحضارة، وأي كلام آخر فيه تحقير لدماء الشهداء اللبنانيين الذين قضوا من أجل أن تبقى سوريا واحدة موحدة!