تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تأكيد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام وفد نقابة الصحافة أمس، أن الليرة ثابتة باستمرار ووضعنا المالي متين بشهادة المؤسسات الدولية، وأن كل "الكلام عن خطر يصيب سعر صرفها لا يستند الى أسس رقمية"، بدد بعض المخاوف، فعلى الأقل يبقى ثبات سعر صرف الليرة بمثابة خط الدفاع الأخير في مواجهة الانهيار الاقتصادي الشامل، خصوصا وأن الاقتصاد في لبنان لا تحصنه السياسة، لا بل على العكس تماما، فالاضطرابات السياسية المستمرة منذ العام 2005، قوضت دعائم الاقتصاد وما تزال.
لكن، هل يعني ذلك أن نطمئن لحاضر ومستقبل؟
في العالم أجمع يمثل الاستقرار السياسي اللبنة الأولى والأهم في ترسيخ الأسس التي يرتكز عليها الاقتصاد، ولبنان ليس استثناء، فهو يعيش ارتدادات أزماته السياسية، ولذلك غابت الاستثمارات والتوظيفات الكبيرة في الكثير من القطاعات، فضلا عن "هروب" رؤوس الأموال مع تراجع الاستقرار السياسي، وما نزال نشهد إقفال مؤسسات صناعية وتجارية.
وسط الواقع القائم، صار أقصى طموح اللبنانيين ما تؤكده على الدوام حاكمية مصرف لبنان من أن الوضع ثابت بسبب وجود وضع نقدي متين، أما الانهيار الشامل فمؤجل ليس بسبب السياسات الحكومية، وإنما نتيجة تحويلات المغتربين من عملات صعبة، ذلك أن اللبنانيين عموما يواجهون تردي الظروف الاقتصادية بما يشبه "التسول"، أو بمعنى أدق بات اللبناني "شحاد بشرف"، ينتظر ما يجود به الأب أو الابن أو الأخت والأم في بلاد الاغتراب والانتشار من أموال، فلا فرص عمل ولا الرواتب تكفي، والبطالة مستشرية والفوضى تُبقي كل الأمور سائبة.
وإذا ما نظرنا إلى "مسرحية" تشكيل الحكومة، نتأكد أن ليس ثمة ما يبشر بالخير اقتصاديا، لا بل ونتأكد أكثر كم هو مهم ثبات سعر صرف الليرة، حتى وإن غدونا "شحادين" وعاطلين عن العمل... والحياة!