تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تُوجت فرنسا، نجحت روسيا ودخلت كرواتيا قائمة الكبار، أما "المونديال" فيرتاح بدءا من اليوم بعد صخب شهر كامل، كان خلاله الحدث الأجمل عالميا، لكأن "الساحرة المستديرة" وحدها القادرة على بث الفرح وتقريب المسافات بين الدول، وردم هوة المصالح والنزاعات ولو في حدود شوطين ووقت مستقطع، واحتمال "ضربة جزاء" تقصي ولا تقتل.
هي "الساحرة المستديرة" تصيبنا بخدر رائع، نروغ معها من هموم وأحزان، وينتشي العالم بما تبدع الأقدام لا الرؤوس، بما يبقي التنافس في حدود "المستطيل الأخضر" من المرمى إلى المرمى.
اليوم لن نتحلق لنتابع يوميات "المونديال"، أحداثا ومباريات ومحطات تحليلية ورصد أجمل الأهداف، وإنما سنتفرغ لحزننا المقيم، وعنوانه لبنانيا، تشكيل الحكومة بعيدا من "اللعب النظيف"، هنا، ليس ثمة كرة، فالكل يتقاذف أوجاعنا، ويسجل أهدافا تصيب لقمة عيشنا وتعمق جراحنا.
أما اللاعبون فكان يفترض أن يجري إقصاؤهم من الدور الأول، وهم غير جديرين بالتأهل أساسا، لكن في لبنان لا معايير واضحة، ولا قوانين تبقي اللعب في إطار المنافسة بروح الرياضة، وإنما بروح الغرائز المشبعة أحقادا، لا تني تطل بزلة لسان وتهديد ووعيد، وشتان بين زلة لسان وزلة قدم، فالأولى أشد وأخطر وأدهى.
اليوم سندخل ملعب الرتابة والضجر، ولا آمال في الأفق البعيد مع حكومة أو بدونها، لا بل أقصى توقعاتنا أن نكون شهودا على ولادة متعثرة لحكومة يستمر تشكيلها بين اللعب النظيف والبطاقات الحمراء قبل أن ينطلق شوطها الأول!