تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت "البناء" تقول: شكّل الانفجار الشعبي في العراق جرس إنذار لوجود مخاطر كامنة بسيطرة الفوضى السياسية والأمنية بنتيجة الاستعصاء الحكومي من جهة، وتفشي الفساد وتدهور الأحوال المعيشية من جهة أخرى، ما يخلق مناخات من الغضب والإحباط يسهل تحوّلها إلى موجات سخط في الشارع ويصعب ضبطها ومنع تحوّلها فوضى أمنية. وهذا المشهد العراقي الذي بدأ في البصرة وانتقل إلى النجف وسقط فيه أحد المتظاهرين برصاص الشرطة، بمقدار ما استدعى استنفاراً سياسياً عراقياً لم ينجح حتى الآن في تهدئة الموقف، فتح الباب لمخاوف لبنانية من انتقال المشهد، حيث تتوافر مناخات ضاغطة مشابهة، وربما تتوافر إرادات لقوى ترغب بالاستثمار في الفوضى تحول دون الدخول على خط تحركات شعبية مقبلة ومرشحة للتنامي.
حال الانتظار التي يعيشها العراقيون تشبه تلك التي يعيشها اللبنانيون، حيث لا ضغوط خارجية تمنع ولادة حكومة رغم التحفظات المتبادلة للقوى الإقليمية والدولية الفاعلة، لكن لا ضغوط معاكسة لتسريع ملء الفراغ السياسي بحكومة وحدة وطنية تضع يدها على الملفات المتفجرة، فتصير حروب الأوزان والأحجام والرسائل الدبلوماسية المشفرة بالتريث أسباباً كافية للتعطيل وللانتظار، كما يبدو سقف يرتبط باستكشاف القوى الإقليمية المؤثرة لما سينجم عن قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين التي ستنعقد بعد غد الاثنين في القصر الرئاسي لفنلندا في العاصمة هلنسكي.